[55_2]
الآفات المتصلة بمساوئ العادات.
ومنها أن تملك أمورك بالقصد، وتصون سرك بالكتمان، وتداوي جندك بالإنصاف، وتذلل نفسك بالعدل، وتحصن عيوبك بتقويم أودك، وأناتك فوقها الملال وفوت العمل، ومضاءتك فدرعها روية النظر، واكنفها بأناة الحلم، وخلواتك فاحرسها من الغفلة واعتماد الراحة، وصمتك فانف عنه اللفظ، وخف فيه سوء القالة، واستماعك فارعه حسن التفهم، وقوه بإشهاد الفكر، وعطاءك فانهد له بيوتات الشرف وذوي الحسب، وتحرز فيه من السرف، واستطالة البذخ وامتنان الصنيعة، وحياءك فامنعه من الخجل وبلاده الحصر، وحلمك فزعه عن التهاون، وأحضره قوة الشكيمة، وعقوبتك فقصر بها عن الإفراط، وتعتمد بها أهل الاستحقاق، وعفوك فلا تدخله تعطيل الحقوق، وخذ واجب المفترض وأقم به أود الدين، واستئناسك فامنع منه البذاءة وسوء المثافنة، وتعهدك أمورك فحده أوقاتا، وقدره ساعات، لا يستفرغ قوتك، ويستدعي سآمتك، وعزماتك فانف عنها عجلة الرأي، ولحاجة الإقدام، وفرحاتك فاشكمها عن البطر، وقيدها عن الزهد، وروعاتك فحطها من دهش الرأي، واستسلام الخضوع، وحذراتك فامنعها عن الجبن واعمد بها للحزم، ورجاءك فقيده بخوف الفائت، وامنعه من أمن الطلب.
ثم ذكر له كيف يتخير عشراءه ويعامل مشاوريه، ويتوقى انتشار أخباره في العامة، إلا على ما لا يسقط من شأنه، فقال: ثم لتكن بطانتك وجلساؤك في خلواتك، ودخلاؤك في سرك، أهل الفقه والورع من خاصة أهل بيتك وعامة قوادك، ممن قد حنكته السن بتصاريف الأمور، وخبطته فصالها بين فراسن البزل منها، وقلبته الأمور في فنونها، وركب أطوارها عارفا بمحاسن الأمور، ومواضع الرأي، مأمور النصيحة، مطوي الضمير على الطاعة، ثم أحضرهم من نفسك وقارا، تستدعي منهم لك الهيبة، واستئناسا يعطف إليك منهم بالمودة، وإنصاتا يفل
Страница 55