[47_2]
بهم على شبهة مهلكة وزين لهم ورطة موبقة، وغرهم بمكيدة حيله، إرادة لاستهوائهم بالخدع، واجتيالهم بالشبه والمراشد الخفية المشكلة، وكل مقيم على معصية الله صغرت أو كبرت، مستحلا لها ، مشيدا بها، مظهرا لارتكابه إياها، غير حذر من عقاب الله عز وجل عليها، ولا خائف مكروها فيها، ولا رعيب من حلول سطوته عليها، حتى تلحقه المنية فتختلجه وهو مصر عليها، غير تائب إلى الله منها، ولا مستغفر من ارتكابه إياها. فكم قد أقام على موبقات الآثام، وكبائر الذنوب، حتى مد به مخرم أيامه.
وقد أوجب أمير المؤمنين أن يتقدم إليهم فيما بلغه عنهم، وأن ينذرهم ويوعز إليهم، ويعلمهم ما في أعناقهم عليها، وما لهم في قبول ذلك من الحظ، وعليهم في تركه من الوزر. فآذن بذلك فيهم، وأنشده في أسواقهم وجميع أنديتهم، وأوعز إليهم فيه، وتقدم إلى عامل شرطتك في إنهاك العقوبة لمن رفع إليه من أهل الاعتكاف عليها والإظهار للعب بها، وإطالة حبسه في ضيق وضنك، وطرح اسمه من ديوان أمير المؤمنين، وافطمهم عما نهجوا به من ذلك، والتمس بشدتك عليهم فيه، وإنهاكك بالعقوبة عليه ثواب الله وجزاءه، واتباع أمير المؤمنين ورأيه، ولا يجدن أحد عندك هوادة في التقصير في حق الله عز وجل والتعدي لأحكامه، فتحل بنفسك ما تسؤك عاقبته، وتتعرض به لغير الله عز وجل ونكاله، واكتب إلى امير المؤمنين ما يكون منك أن شاء الله والسلام.
وعبد الحميد في رسالته هذه أشبه الوعاظ والفقهاء بلهجته، فقد رأيناه يكسو كلامه حلة من حلل الزهد، ويدخل مدخلا دينا يورد فيه البراهين على قضيته، لينزع من النفوس حب التلهي بلعب يقطع صاحبه عن العمل، وذكر لهم أن اللاعبين بالشطرنج يذكرون خلال لعبهم ألفاظا لا يليق بالألسن تردادها، ولا بالأسماع أن تنصت إليها، وعرفنا من رسالته بعد هذا أن أناسا من المنظور إليهم من الفقهاء
Страница 47