Князья выразительности
أمراء البيان
[107_2]
غيره فتكلم به في موضعه على وجهه، فلا يرين عليه في ذلك ضؤلة، فإن من أعين على حفظ قول المصيبين، وهدي للاقتداء بالصالحين، ووفق للأخذ عن الحكماء، فلا عليه ألا يزداد، فقد بلغ الغاية، وليس بناقصه في رأيه، ولا بغائضه من حقه أن لا يكون هو استحدث ذلك وسبق إليه، وإنما حياة العقل الذي يتم به ويستحكم، خصال ست: الإيثار بالمحبة، والمبالغة في الطلب، والتثبيت في الاختيار، والاعتقاد للخير، وحسن الوعي، والتعهد لما اختير واعتقد، ووضع ذلك موضعه قولا وعملا.
2 - ومنها في شدة الحاجة إلى التأدب كشدة حاجة الجسم إلى التغذية: ولسنا إلى ما يمسك بأرماقنا من المطعم والمشرب بأحوج منا إلى ما يثبت عقولنا من الأدب الذي به تفاوت العقول. وليس غذاء الطعام بأسرع في نبات الجسد من غذاء الأدب في نبات العقل، ولسنا بالكد في طلب المتاع الذي يلتمس به دفع الضر والعيلة، بأحق منا بالكد في طلب العلم الذي يلتمس به صلاح الدين والدنيا.
3 - ومن ذلك حاجة المعلم إلى تعليم نفسه أولا من نصب نفسه للناس إماما في الدين، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه وتقويمها في السيرة والطعمة والرأي واللفظ والأخدان . فيكون يعليمه بسيرته أبلغ من تعليمه بلسانه، فإنه كما أن كلام الحكمة يؤنق الأسماع، فكذلك عمل الحكمة يروق العيوب والقلوب، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإحلال والتفضيل من معلم الناس ومؤدبهم.
4 - ومن ذلك ذكر الواجب على من يتقرب من الملوك العادلين وحاجة المجتمع إلى الالتفاف عليهم: إن للسلطان المسقط حقا لا يصلح لخاصة ولا عامة أمر إلا بإرادته، فذو اللب حقيق أن يخلص لهم النصيحة ويبذل لهم الطاعة، ويكتم سرهم ويزين سيرتهم، ويذب بلسانه ويده عنهم، ويتوخى مرضاتهم، ويكون من أمره المواتاة لهم، والإيثار لأهوائهم ورأيهم على هواه، ويقدر الأمور على موافقتهم،
Страница 107