187

Одиссея

الأوديسة

Жанры

Ismarus . هناك نهبت المدينة، وقتلت رجالها، ومن المدينة أخذنا زوجاتهم، وغنمنا كميات كبيرة من الكنوز، قسمناها فيما بيننا، واضعا نصب عيني ألا يظلم أحد، بل تكون الأنصبة عادلة بينهم على السواء. بعد ذلك أمرت الرجال، بأن نطلق العنان لأقدامنا هاربين، ولكنهم لفرط غبائهم لم يسمعوا أمري، فأخذوا يحتسون الكثير من الخمر، وذبحوا خرافا جمة بجوار الشاطئ، وأبقارا ملساء سمينة، متثاقلة المشية. وفي تلك الأثناء، انطلق الكيكونيس واستنجدوا بكيكونيس آخرين من جيرانهم، فتجمع عدد أكبر وأشجع منهم، من الرجال القاطنين بعيدا عن البحر، وكانوا ماهرين في القتال من عرباتهم، ضد الأعداء، حتى إذا ما لزم الأمر، هبطوا منها وقاتلوا على الأقدام، فما أصبح الصباح حتى هجم علينا جمع منهم

4

في عداد أوراق الأشجار أو الأزهار النابتة في موسمها، وعندئذ نزل بنا مصير مشئوم من لدن زوس، فأصابنا نحن التعساء، كي نكابد المحن العديدة. لقد قاتلوا في نظام، وحاربونا بالسفن السريعة. وراح كل جانب يقذف الآخر بالرماح البرونزية الأسنة. ولما كان الوقت لم يزل إذ ذاك صباحا، وكان النهار المقدس يتضاءل، ونحن نصد هجماتهم، ونطردهم بعيدا، رغم تفوقهم علينا في العدد. غير أنه عندما أخذت الشمس تؤذن بحل النير عن الثيران، تفوق علينا الكيكونيس، وهزموا الآخيين، وهلك ستة من رفاقي، المدرعين جيدا، من كل سفينة، أما بقيتنا، فقد نجونا من الموت والقدر.

معركة أوديسيوس مع الأمواج والأعاصير

أسرعنا بالإبحار من هناك، محزوني القلوب، ومسرورين بنجاتنا من الموت، رغم فقدنا زملاءنا الأعزاء، ولم أسمح لسفني بأن تبتعد مسافة كبيرة، حتى نادينا ثلاث مرات على كل واحد من الرفاق التعساء ، الذين جندلهم الكيكونيس فوق أرض السهل. وعندئذ أثار زوس، جامع السحب، الريح الشمالية ، ضد سفننا، فهاجت بعاصفة عجيبة، وأخفى البر والبحر معا بالغمام، ثم هجم الليل الداجي هابطا من السماء، فأخذت السفن تجري بسرعة، وتمزقت أوصال أشرعتها إربا من جراء عنف الريح؛ وعلى ذلك أنزلنا الأشرعة وخزناها بعيدا خشية الموت، ورحنا نجذف بالسف في سرعة بالغة صوب البر. هناك استغرقنا في الرقاد طيلة ليلتين ويومين، وقد ذابت قلوبنا تعبا وأسى، غير أنه ما إن أعلن الجميل الغدائر مولد اليوم الثالث، حتى رفعنا الصواري ونشرنا الأشرعة البيضاء، واتخذنا مقاعدنا، وطفق البحارة والرياح يسيرون السفن. وحينئذ كدت أبلغ وطني سليما، لولا أن الأمواج والتيار والريح الشمالية، عادت تكيل لي الضربات، وأنا أدور حول ماليا

Malea ، ودفعتني خارج طريقي، بعيدا عن كوثيرا

Cythera .

أوديسيوس في بلاد آكلة اللوتس

بقينا مدة تسعة أيام، منذ ذلك الحين، تحملنا الرياح الهوج عبر الخضم الزاخر، حتى إذا ما أقبل اليوم العاشر، وطئت أقدامنا أرض بلاد آكلي اللوتس

Lotus-eaters ، الذين غذاؤهم الأزهار، فنزلنا إلى البر، واستقينا الماء، وفي الحال تناول رفاقي طعامهم بجانب السفن السريعة. وبعد أن أكلنا وشربنا أرسلت بعضا من رفقائي ليستطلعوا ماهية أولئك القوم الذين أكلوا خبزا فوق تلك اليابسة، فاخترت اثنين من رفاقي، وأرسلت معهم رجلا ثالثا كرسول ... وعلى ذلك انطلقوا في الحال واختلطوا بآكلي اللوتس، ولم يسع آكلوا اللوتس إلى قتل زملائي، بل قدموا لهم شيئا من اللوتس ليتذوقوه، وما من واحد منهم أكل ثمرة اللوتس، التي تعدل الشهد حلاوة، إلا وفقد الرغبة في العودة أو إحضار نبأ عن رفيقه، بل طاب لهم البقاء هناك بين آكلي اللوتس، متخذين اللوتس غذاء لهم وناسين طريقهم إلى الوطن، ولكني أرجعت هؤلاء الرجال بالقوة إلى السفن، وهم يبكون، وحملتهم إلى أسفل المقاعد، وأحكمت قيدهم إلى السفن الواسعة، آمرا بقية ملائي الأوفياء، أن يسرعوا بركوب السفن السريعة، لئلا يأكل أي فرد منهم اللوتس خطأ، فينسى رحلته إلى الوطن، فأذعن الرجال للأمر، واعتلوا السفن من فورهم، وجلسوا فوق المقاعد، وما إن استووا في أماكنهم، حتى شرعوا يضربون البحر السنجابي بالمجاذيف.

Неизвестная страница