نسطور يعد عجلة ذبيحة لأثينا
ما إن أتم نسطور الجيريني كلامه، حتى أذعن الجميع، كل واحد في العمل الذي وكل إليه، فأحضرت العجلة من السهل، وجاء زملاء تيليماخوس الجريء القلب من السفينة السريعة الجميلة، وأقبل الصائغ، يحمل في يديه عدته البرونزية، أدوات مهنته، وهي عبارة عن سندان ومطرقة وكتيفة متينة الصنع، وراح يصوغ بها الذهب. وأتت أثينا لتتقبل الذبيحة. وبعد ذلك جاء نسطور العجوز، سائق العربات، وأعطاه الذهب، فجهزه الصائغ وكسا به قرون العجلة، كي تبتهج الربة وهي ترى الذبيحة. وساق ستراتيوس وإخيفرون العظيم العجلة من قرونها، وأقبل أريتوس من الحجرة، وأحضر لهم الماء كي يغسلوا أيديهم، في حوض مزين بالأزهار، وكان يحمل في يده الأخرى سلة بها حبوب الشعير، ووقف ثراسوميديس، الثابت في القتال، قريبا منهم ممسكا في يديه فأسا حادة، لينحر العجلة، وحمل بيرسيوس الطاس لأجل الدم. بعد ذلك، بدأ الرجل العجوز، نسطور، سائق العربات، المراسيم الافتتاحية لغسل الأيدي ونثر حبات الشعير، وصلى لأثينا بحرارة، وقص الشعر من الرأس ، كتقدمة أولى، وألقاه في النار.
ابن نسطور ينحر العجلة
وبعد أن فرغوا من الصلاة، ونثر حبوب الشعير، قام في الحال ابن نسطور، ثراسوميديس، الجريء القلب، وذبح العجلة، بضربة من الفأس قطعت عروق العنق، وأرخت قوى العجلة ثم صرخت السيدات الصرخة المقدسة، بنات نسطور، وزوجات أبنائه وزوجته المبجلة يوروديكي
Eurydice ، كبرى بنات كلومينوس
Clymenus ، ورفع الرجال رأس العجلة من فوق الأرض الفسيحة الطرقات، وحملوها، وقطع بايسيستراتوس، قائد الرجال، حلقها. وبعد أن تدفق منها الدم الأسود، وغادرت الروح العظام، أسرع الرجال بتقطيع جسمها، ففصلوا قطع الأفخاذ كلها في ترتيب بديع، وغطوها بطبقتين من الدهن، ووضعوا فوقها لحما نيئا، ثم تقدم الرجل العجوز وأحرقها فوق قطع من الخشب، وسكب فوقها خمرا صهباء، وأمسك الفتيان حوله بشوكات خماسية الشعاب. وعندما نضجت الأفخاذ تماما، وتذوقوا الأجزاء الداخلية قطعوا بقية الأجزاء، ووضعوها في السفافيد وشووها، وهم يمسكون السفافيد المدببة الأطراف بأيديهم.
ابنة نسطور تغسل تيليماخوس وتدهنه بالزيوت
وفي نفس الوقت، تقدمت بولوكاستي
الفاتنة، صغرى بنات نسطور بن نيليوس، وغسلت تيليماخوس ودهنت جسمه بزيت الزيتون، وألبسته عباءة جميلة ومعطفا، وفي الحال خرج من الحمام في صورة أشبه بالخالدين، وذهب وجلس إلى جوار نسطور، راعي الشعب.
وبعد أن انتهوا من شواء اللحم الخارجي، وأخرجوه من السفافيد جلسوا وأولموا، فشرع رجال ذوو مكانة عالية يخدمونهم، ويصبون لهم الخمر في كئوس من الذهب. وعندما أكلوا كفايتهم من الطعام والشراب، قام الفارس، نسطور الجيريني، وتكلم أولا، فقال: «أبنائي، انهضوا الآن، وشدوا إلى العربة جيادا جميلة الأعراف، من أجل تيليماخوس، كي يستطيع القيام برحلته.»
Неизвестная страница