Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Жанры
يمثل الشنفرى في شعره الخشن حياة البدوي الغليظ الطباع، الذي جافاه قومه فأبت نفسه الحرة أن تحمل الضيم فتركهم ساخطا عليهم؛ لأنهم خذلوه في جناية اقترفها، وأبوا أن ينصروه، ورأى أن الأرض لا تضيق على امرئ عاقل، وأن السباع التي يعاشرها أفضل منهم؛ لأنها أكتم للسر ولأن الجاني لا يخذل عندها.
وحياة هذا الشاعر حافلة بالجرائم، فقد كان يقطع الطرق على المسافرين يستبيح أموالهم ويسبي ظعائنهم، أو يغير على الأحياء الآمنة فيلقي الذعر فيها ويقتل ويغنم.
وفي لاميته الشهيرة يصور أخلاقه وعاداته أحسن تصوير، ويصف غارة له في الليلة المظلمة الباردة، وعودته قبل الصباح بعدما أيم النسوان وأيتم الأولاد، فيمثل بإيجاز بديع حياة صعاليك العرب وغزواتهم وما يصيبهم من جوع وبرد وخوف.
يفاخر بالتشرد والفتك والسلب كما يفاخر بفقره وجوعه وقناعته. يكره الجشع إذا مدت الأيدي إلى الطعام، ولا يرى غضاضة في ذكر قذارته، بل يباهي بأن حياة التصعلك منعته من الاغتسال حولا، حتى تعلقت الأوساخ بشعره تعلق الأبعار بأذناب الإبل. ومن مناقبه أن يغالب القطا في الجري فيسبقها إلى ورود الماء، ولا بدع في ذلك وهو أحد العدائين عند العرب، فمن حقه أن يغالي في عدوه، وإن يكن هذا الغلو لم يخرجه عن فطرته التي تتمثل في جميع شعره، فنجده متصلا بالطبيعة والمادة، بارز الأنانية في تحدثه عن نفسه، وإيثاره إياها بالشرف والفضائل، وميله إلى الانفراد عن قومه لئلا تنتقص حريتها، وتضام في كبريائها وعنجهيتها. يثور عليهم ويشكو ويتظلم لأنهم لم ينصروه في جناياته، ولا حملوا الديات عنه، فهم في نظره مذنبون إليه لا خير يرجى منهم، وأما هو فليس بمذنب، وإن حملهم أكبر الجرائم. تلك هي الفطرة بسذاجة تفكيرها وصدق تعبيرها، وما في صاحبها من قوة الشخصية، وخشونة الطباع.
وليست اللامية وحدها تشتمل على هذه الصفات، بل سائر شعره يجري على سجيته، صريحا عاريا من التكلف والتمويه، ولا سيما تائيته التي يستهلها بالغزل فيصف صاحبته خير وصف تظهر فيه المرأة المحمودة في الجاهلية خلقا وأخلاقا، على ما فيه من إيجاز، ثم يتطرق إلى ذكر صديقه تأبط شرا في غزوة غزاها معه مفاخرا بشجاعته وشدة بأسه وأخذه بثأر أبيه. وفي التائية من غريب اللغة ووحشيها ما لا يختلف عما نجده في لاميته. (2) المهلهل (2-1) حياته
هو أبو ليلى عدي بن ربيعة التغلبي أخو كليب وائل وجد عمرو بن كلثوم لأمه، وقيل: إنه خال امرئ القيس الشاعر. وزعموا أنه سمي مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقه، وفي ذلك يقول الفرزدق: ... ... ... ...
ومهلهل الشعراء ذاك الأول
وعرف بالشجاعة والإقدام. غير أن ابن سلام يقول: «وزعمت العرب أنه كان يتكثر ويدعي في قوله بأكثر من فعله.» وكان يقضي أوقاته في اللهو ومعاقرة الخمر ومصاحبة النساء، فلقبه أخوه كليب «زير النساء» أي كثير الزيارة لهن. ولم يكن ينظم من الشعر إلا بعض أبيات في الغزل والملاهي حتى قتل أخوه فأهابت به عاطفة الحزن فنظم القصائد الطوال في رثاء أخيه. ونشبت حرب البسوس بعد مقتل كليب بين تغلب وبكر فأبلى فيها المهلهل بلاء حسنا حتى مات. (2-2) موته
اختلفت الروايات في موته، فابن قتيبة يقول في كتابه «الشعر والشعراء» إنه مات في أسر عوف بن مالك بن ضبيعة في البحرين، ومنهم من يقول إنه مات عند أخواله من بني يشكر بعدما شاخ وضجر من الحرب. وابن الكلبي يقول: بل قتله عبدان كانا يخدمانه فملا منه وكان قد أسن وخرف. ونسب للمهلهل أنه لما أحس أن العبدين يريدان قتله أوصاهما أن ينشدا ابنته سليمى بيتا من الشعر، وهو:
من مبلغ الأقوام أن مهلهلا
Неизвестная страница