Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Жанры
وإذا مات الزوج تربصت سنة معتدة
30
لا تخرج من بيتها، ولا تمس ماء، ولا تقلم ظفرا، حتى إذا استكملت عدتها خرجت بأقبح منظر وأقذره، والعدة للمرأة انتظار ليعلم فيها وجود الولد وعدمه.
ونساء العرب يصحبن رجالهن إلى الحرب، فيحضضنهم على الصبر في مواقف القتال، ويمنعنهم أن يلوذوا بالفرار، ويداوين الجرحى، ويحملن قرب الماء، ويقتن الخيول، قال عمرو بن كلثوم:
يقتن جيادنا ويقلن لستم
بعولتنا إذا لم تمنعونا
ولهن حق الجوار كما للرجال، وعلى الرجل أن يحمي جار امرأته وأخته وأمه وجارته كما يحمي جاره.
وعرف منهن غير واحدة بالشجاعة، والفصاحة والشعر، وحسن الرأي والحكمة والعرافة. على أنهن مضعوفات في الجملة، يحتقر الرجال مكانهن، ويتشاءمون بولادتهن، ويسيئون الظن بأخلاقهن، فينعتونهن بالكيد والمكر والخيانة والخداع. (3-5) غزواتهم
كان للعرب حروب كثيرة، أو هي غزوات غير منظمة، يجعلون من أيامها مادة لفخرهم وإخزاء أعدائهم. وكثيرا ما كانت تقع من أجل النهب والسلب، أو مزاحمة على الماء والكلأ؛ ومنها ما كان يحدث لأسباب تافهة تعظمها عنجهية البدوي كحرب البسوس التي نشبت لمقتل ناقة، وكان الدافع إليها الحفاظ على الجوار؛ وحرب داحس والغبراء التي أفضى إليها التنافس في الرهان بين سيدي القبيلتين، وقلما وقعت حرب لدفع عدو غريب كحرب ذي قار بين الفرس وبني بكر، وحروب اليمن والأحابش، وإنما كانت حروبهم في الغالب داخلية قبلية، وإذا خرجوا بها عن شبه جزيرتهم فإلى تخوم العراق والشام ليتقاتلوا في سبيل كسرى وقيصر.
وهذه الحروب - على كثرتها - لم تكن تفجع البدو بالعدد الجم من الضحايا؛ لأن معظمها قائم على النهب والفرار بالغنيمة، حتى إن حرب البسوس التي تعاود القتال فيها بنو بكر وبنو تغلب أربعين سنة لم يقتل بها سوى قليل من الرجال. فقد كان البدوي يتحامى القتل جهده؛ لأن تقاليدهم تقضي بأخذ الثأر أو دفع الديات الثقيلة، وربما لا تغسل الديات الأحقاد؛ لما في قبولها وترك الدم من غضاضة، ثم لاعتقادهم أنه إذا قتل الرجل، ولم يدرك بثأره، خرج من رأسه طائر يشبه البوم يسمونه الهامة والصدى، فلا يزال يصيح: اسقوني اسقوني! حتى يقتل القاتل أو أحد أقاربه. قال ذو الإصبع العدواني:
Неизвестная страница