Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама

Бутрус аль-Бустан d. 1300 AH
163

Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама

أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

Жанры

ويذكر السيوطي رواية هي أقرب إلى روح القصة منها إلى التاريخ، وإن وافقت في جوهرها الروايتين المتقدمين، وهو أن عنترة خلع نير العبودية بحد سيفه واحتياج بني عبس إليه.

ولم يقف عنترة عند هذا الحد بل أراد أن يحرر إخوته لأمه وهم عبيد مثله، وقيل إنه حررهم أو حرر منهم أخاه حنبلا، ولكن لونه الأسود بقي شاهدا على عبوديته واعتلال نسبه، وبقيت أمه زبيبة أمة لا حرة، أم ولد لا أم بنين، سوداء لا بيضاء، حبشية لا عربية، حجة للناس على أنه هجين أخواله الزنوج. فمن أين له أن يمحو سواد لونه، أو أن يجعل أمه من ربات الحجال، ولونه لا ينصل وأمه لا تتحرر، والعرب لا يتسامحون في النسب وكرم الأمومة والخئولة. فقد جعلوا له ألقابا تذكره أبدا بسواده وأمه، فهو الغراب وأسود بني عبس، وابن السوداء وابن زبيبة، فما عليه إلا أن يقبل هذه الألقاب، ويدافع عن لونه وأمه ليخرس ألسنة المعيرين. فكان له كفاح بسيفه، وكفاح بلسانه، فجاء شعره صورة ناطقة بهما، مثال ذلك قوله:

وأنا المجرب في المواقف كلها

من آل عبس منصبي وفعالي

منهم أبي حقا فهم لي والد

والأم من حام فهم أخوالي

فهو مفاخر بأصله من جهة أبيه، معترف بأصله من جهة أمه، وإن يكن لا يجد فيه فخرا، ولكنه يحميه بحد سيفه من المعيرين:

إني امرؤ من خير عبس منصبا

شطري وأحمي سائري بالمنصل

وقد اضطر عنترة مرارا أن يدافع عن شطره الحبشي بسلاحه دفاعه عنه بشعره ليرد تحامل المعيرين، ولا سيما أبناء قومه الذين يأبون الاعتراف بتقدمه عليهم لأنه ابن السوداء. وروي أنه وقف مرة ينشد قوله:

Неизвестная страница