Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама

Бутрус аль-Бустан d. 1300 AH
140

Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама

أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

Жанры

66

فمعلقة لبيد تمثل شطرا من حياة البدوي الأبي النفس، العالي الهمة، الصادق في تصوير أخلاقه، ولكنها لم تمثل لنا ميزة الحكم في الشاعر، فهذه نجدها في رثائه لأخيه أربد،

67

ووعظه نفسه لتتأسى وتعتصم بالصبر الجميل. وقد أثر الحزن في الشاعر فأرق رثاءه، فلست ترى فيه تلك الصلابة التي تجدها في أبيات المعلقة.

ولكن عقل الشاعر الحكيم سيطر على عاطفته، فحبسها عن الإرنان والتفجع، وسما بصاحبه إلى المثل الأعلى، إلى الحكمة التي تجعل الإنسان يقوى على ضعفه، فإذا بنا نرى من لبيد واعظا مرشدا يعزي نفسه بأنواع الأمثال الحكيمة، ويقابل مصيبته بمصائب الناس فتهون عليه ويخف جزعه، ولماذا يجزع وكل امرئ في هذه الحياة الدنيا سيموت؟ ...

فلا جزع أن فرق الدهر بيننا

فكل امرئ يوما له الدهر فاجع

68

ففي هذا الرثاء وفي غيره من شعره حكم تسمو إلى ما بعد الطبيعة حتى تتصل بالعزة الإلهية، لذلك لا نعتقد أن لبيدا قالها في جاهليته ووثنيته، وهذا ما يجعلنا ننفي زعم الرواة أنه لم يقل غير بيت واحد في الإسلام. (4-4) منزلته

قال أبو زيد القرشي: «لبيد أفضلهم في الجاهلية والإسلام، وأقلهم لغوا في شعره.» وجعله ابن سلام في الطبقة الثالثة وقال فيه: «وكان عذب المنطق رقيق حواشي الكلام.» وروي أن النابغة نظر إليه وهو صبي مع أعمامه على باب النعمان بن المنذر فقال له: «يا غلام، إن عينيك لعينا شاعر، أفتقرض الشعر؟» قال: «نعم.» قال: «فأنشدني.» فأنشده:

Неизвестная страница