Писатели арабов в эпоху невежества и раннего ислама
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
Жанры
29
وساء طرفة أن يعرض عنه أهله فتركهم مدة قضاها بالغزو والتطواف، ثم عاد إليهم نادما، صفر اليدين، فحمله أخوه معبد على رعاية إبله فأهملها، وأنى لمثله أن يحسن رعايتها؟ فأنبه معبد وقال له: «ترى إن أخذت تردها بشعرك هذا؟» فقال طرفة: «لا أخرج حتى تعلم أن شعري يردها.» ولم يطل الأمر حتى أخذت الإبل فألح عليه أخوه بردها، فلجأ طرفه إلى ابن عمه مالك ليعينه على استرجاعها من آخذيها وكانوا قوما من مضر، فانتهره مالك بعنف فتألم الشاعر ونظم معلقته واصفا حالته وجور أهله عليه، وعرض فيها لذكر سيدين من أقربائه، فمدحهما بكثرة المال والولد إذ يقول:
فلو شاء ربي كنت قيس بن خالد
ولو شاء ربي كنت عمرو بن مرثد
فأصبحت ذا مال كثير وزارني
بنون كرام سادة لمسود
30
فدعاه أحدهما (عمرو)، وكان له سبعة أولاد فأمرهم، فدفع كل واحد إلى طرفة عشرة من الإبل، ثم أمر ثلاثة من أبناء بنيه فدفعوا إليه مثل ذلك، فرد إبل أخيه وقد ردها بشعره - كما قال - وأقام ينفق من الباقي حتى نفد. فاتصل بعمرو بن هند ملك العراق، وكان صهره عبد عمرو بن بشر وخاله المتلمس الشاعر من رجال الحاشية، فقرب الملك طرفة لإعجابه بشعره.
ولكن الشاعر الفتى كان تياها فخورا بنفسه، فشبب بأخت الملك غير مبال، فأبعده عمرو بن هند عن حاشيته وجعله في حاشية أخيه قابوس فلم يجد منه ما تعوده من الإكرام؛ فهجاه وهجا أخاه الملك هجاء مرا. من ذلك قوله:
فليت لنا مكان الملك عمرو
Неизвестная страница