Арабские писатели в эпоху Аббасидов
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Жанры
وأقامه سيف الدولة على منبج، فتولى أعمالها، وحارب الروم دونها.
أسره
تضاربت الروايات في أسر أبي فراس، فمن قائل إنه أسر مرة واحدة، ومن زاعم أنه أسر مرتين، فقد حدثنا صاحب يتيمة الدهر بأن الروم أسرته في بعض مواقعها بعد أن جرح بسهم أصابه في فخذه، وبقي نصله فيها، فحمل إلى خرشنة
68
ثم إلى قسطنطينية. وذكر ابن خلكان هذه الرواية، وأسندها إلى أبي الحسن علي بن الزراد الديلمي، وجعل تاريخ أسره سنة 348ه/959م وتاريخ فدائه سنة 355ه/965م، ثم استدرك فزعم أن المؤرخين نسبوا ابن الزراد إلى الغلط، وقالوا: أسر أبو فراس مرتين، فالمرة الأولى بمغارة الكحل في سنة 348ه وما تعدوا به خرشنة. وبني على نجاته أسطورة، فقيل إنه ركب فرسه وركضه برجله، فأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات. والمرة الثانية أسره الروم وهو على منبج في سنة 351ه/962م وحملوه إلى قسطنطينية، فأقام فيها أربع سنوات حتى افتداه سيف الدولة سنة 355ه.
أما نحن فنميل إلى ترجيح الرواية التي تقول إنه أسر مرة واحدة لأسباب منها: أن الثعالبي - وهو أقرب الرواة عصرا إلى أبي فراس - لم يذكر له سوى أسرة واحدة، ولم يرو أسطورة نجاته كما رواها ابن خلكان، مع أنه شديد الإعجاب به لا يذكر اسمه إلا بالإعظام، فلو صحت الأسطورة والأسرة الثانية، لما غفل عنهما صاحب يتيمة الدهر. ومنها: أن الرواة لم يختلفوا في شأن الفداء، فقد اتفقوا على أن سيف الدولة افتداه مرة واحدة وهو أسير في قسطنطينية. ومنها: أن أبا فراس لم يقل رومياته إلا بعد أن طال أسره، وأبطأ سيف الدولة في بذل فدائه، وله رومية شهيرة نظمها في خرشنة، وبعث بها إلى سيف الدولة لما علم أن والدته قصدت إليه من منبج تكلمه في المفاداة فلم يجب طلبها، وفيها يقول بلسان أمه:
يا من رأى لي بحصن خرشنة
أسد شرى في القيود أرجلها
69
فهذا يدل على أنه أخذ يعاتب ابن عمه وهو في خرشنة، فالراجح أنه لم يؤسر غير مرة واحدة سنة 351ه فامتد أسره إلى سنة 355، فتكون مدة أسره أربع سنوات، سلخ بعضها بخرشنة، وبعضها الآخر بقسطنطينية، ونظم رومياته في كلا المحبسين.
Неизвестная страница