Тураф абу-ль-Хасан аль-Харали аль-Марракеши по тафсиру

Ибн Ахмад Андалуси Харали d. 638 AH
112

Тураф абу-ль-Хасан аль-Харали аль-Марракеши по тафсиру

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Исследователь

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Издатель

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Место издания

الرباط

والأمر لربه، ﴿أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾. ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾. وما سوى ذلك قدرية، هي مجوسية هذه الأمة، حيث جعلوا للعبد شركة في فعل الرب، وجعلوا له معه، تعالى، قدرة وقوة، ومشيئة واختيارا وتدبيرا، ولم يعلموا أن المقدور منع التدبير، وأنه هو، تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ﴾ قال: ﷺ: "القدرية مجوس هذه الأمة". فكل ما أنزل الله، ﷿، في القرآن الجامع لذكر جميع الملل والأديان، مما عزاه لمن وزع الأفعال بين الحق والخلق، من كلام ذي فرعنة أو نمرودية، أو ذي سلطان، فلمعتقد المدح والذم للخلق حظ منه، على حسب توغلهم واستغراقهم في الذين زعموا أنهم فيهم شركاء، فخافوهم ورجوهم، فكل خائف من الخلق أو راج منهم، من عداد الذين آمنوا والذين أسلموا في هذه الأمة، فهو من مجوس هذه الأمة. فليسمع السامع ما يقرؤه من ذلك حجة عليه، يسأل الله التخلص منها، وليعلم أن ذلك لم يزل حجة عليه، وإن كان لم يشعر به قبل. فهذا وجه من وقوع المجوسية في هذه الأمة. وأما وجه وقوع الصائبة ونظيرها في هذه الأمة: فيما غلب على أكثرها، وخصوصا ملوكها وسلاطينها، وذوي الرئاسة منها، من النظر في النجوم، والعمل بحسب ما تظهره هيئتها عندهم من سعد ونحس، والاستمطار بالنجوم، والاعتماد على الأنواء، وإقبال القلب على الآثار الفلكية، قضاء بها وحكما، بحسب ما جرى عليه

1 / 133