Тураф абу-ль-Хасан аль-Харали аль-Марракеши по тафсиру

Ибн Ахмад Андалуси Харали d. 638 AH
103

Тураф абу-ль-Хасан аль-Харали аль-Марракеши по тафсиру

تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي في التفسير

Исследователь

محمادي بن عبد السلام الخياطي، أستاذ بكلية أصول الدين تطوان

Издатель

منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

Место издания

الرباط

قَبْلُ﴾. ﴿لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ﴾. وذلك أن كل مطالع بالعذاب راجع ولابد عن باطله، حين لاينفعه. ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾. ﴿إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾. لما أبطن، تعالى، في قلب نبيهم عليهم عزما على هلاكهم، أظهر تعالى رحمته عليهم، ولما ملأ نبيه عن تألفهم، وأحسبه بمؤمنهم دون كافرهم ومنافقهم، ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾. وكل ذلك معلوم عنده، ﷺ، قبل وقوعه، بمضمون قوله تعالى: ﴿سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا﴾. ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ﴾. ﴿فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ﴾. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾. ولذلك قال، ﷺ، حين أنزل عليه: ﴿فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ﴾ "أما أنا فلا أشك ولا أسأل"، لأنه قد علم جملة أمر الله في أن منهم من تتداركه الرحمة، ومن تحق عليه كلمة العذاب، ولكنه لا يزال ملتزما لتألفهم واستجلابهم حتى يكره على ترك ذلك بعلن خطاب نحو قوله تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (٢)

1 / 124