وأيضا فى التوقان إن لم يزد فيه على ظاهر الأمر وجميع الأسماء الأخر التى ينطبق عليها — مثال ذلك قولنا: أن الإرادة [و]التوقان إلى الخير، والشهوة التوقان إلى اللذيذ، إلا أنه ليس الخير على ظاهر الأمر، أو اللذيذ على ظاهر الأمر. وذلك أنه قد يخفى مرارا كثيرة على الذين يشتهون الشىء الذى هو خير أو لذيذ، فليس من الاضطرار أن يكون خيرا أو لذيذا، لكنه كذلك على ظاهر الأمر فقط. فقد كان يجب أن نجعل صفته كذلك. فإن وصفت المذكور فينبغى للمعتقد للصور أن يسوقه إلى الأنواع؛ ولذلك ليس توجد صورة لشىء ظاهر أصلا. فأما النوع فقد يظن به أنه يقال بحسب نوع — مثال ذلك أن الشهوة نفسها للذيذ نفسه، والإرادة نفسها للخير نفسه. فأما الإرادة نفسها فليست تكون للخير على الظاهر، ولا للذيذ على الظاهر، لأنه من المنكر أن يكون الخير نفسه أو اللذيذ نفسه على ظاهر الأمر.
[chapter 59: VI 9] 〈مواضع أخرى〉
وأيضا إن كان التحديد للملكة فينبغى أن ينظر فيما له الملكة؛ وإن كان لما له الملكة فينبغى أن ينظر فى الملكة. وكذلك فى سائر الأشياء التى تجرى هذا المجرى. مثال ذلك أنه إن كان اللذيذ هو ما هو نافع، فالملتذ هو ما هو منتفع. وبالجملة أقول فيما يجرى هذا المجرى من التحديدات إن الذى يحد يلزمه بضرب من الضروب أن يحد أشياء أكثر من واحد. وذلك أن الذى يحد العلم قد يحد أيضا — بضرب من الضروب — الجهل. وكذلك الذى يحد العالم قد يحد غير العالم، لأن الأول إذا صار بينا، فإن الباقية — بضرب من الضروب — تكون بينة. فينبغى أن ننظر فى جميع ما أشبه هذه الأشياء إن كانت تختلف فى موضع من المواضع إذا أنت استعملت أصول الأشياء التى من المتضادات ومن النظائر.
Страница 653