والتى تقال على طريق الإضافة منها ما هى ضرورة فى تلك الأشياء التى بالقياس إليها يقال أو لديها، بمنزلة الحال أو الملكة والاعتدال. وذلك أنه ليس يمكن أن تكون هذه الأشياء التى ذكرنا فى شىء من الأشياء، إلا فيما يقال بالقياس إليها — ومنها ما ليس يجب ضرورة أن يكون فى الأشياء التى بالقياس إليها يقال؛ إلا أن ذلك ممكن فيها — مثال ذلك إن كانت النفس معلومة، فإنه ليس يمنع مانع أن يكون للنفس علمها. إلا أن ذلك ليس بالضرورى، لأنه قد يمكن أن يكون هذا العلم بعينه فى شىء آخر — ومنها ما ليس يمكن على الإطلاق أن يكون فى تلك الأشياء التى بالقياس إليها يقال، مثل الضد فى الضد ولا المعلم فى المعلوم إن لم يتفق أن يكون المعلوم نفسا أو إنسانا. فلما كان هذا كذا، ينبغى أن ننظر إن وضع واضع الجنس الذى هو بهذه الصفة فيما ليس هو بهذه الصفة — مثال ذلك إن قال إن الذكر بقاء العلم. وذلك أن كل بقاء إنما هو فى الباقى ولدى الباقى. فبقاء العلم إذن إنما هو فى العلم. فالذكر إذن فى العلم، لأنه بقاء العلم. وذلك غير ممكن، لأن كل ذلك إنما يوجد فى النفس.
وهذا الموضع الموصوف عام للعرض أيضا، لأنه لا فرق بين قولنا إن البقاء جنس للذكر، وبين قولنا إنه عرض يعرض له. وذلك أنه إن كان الذكر كيفما كان بقى العلم، فقد يليق به هذا القول بعينه.
Страница 571