ابن عيسى الوظيفة التي كان يحملها في كل شهر، وطالب بتجديد الضمان. وكاتب علي بن عيسى بأنه محمول على ما كان تقرر معه ومجرىً في الشراط عليه، وله على ما في وثيقته، ولم يثبت الكتاب في الدواوين، لكن حامدًا ركن إليه وعول عليه. واستأذن عبد الله بن جبير ابن الفرات في مكاتبة حامد بما أخرج عليه، فأذن له، وكاتبه مكاتبة أجاب عنها بالاحتجاج لنفسه، وتردد من القول ما بسط ابن جبير معه لسانه فيه. وبلغه فظن أنه عن مواطأة من ابن الفرات له عليه، وشرع فيما يدفع به التأول عنه. وكان قسيم الجوهري يشرف للسيدة أم المقتدر بالله على ضياعها بواسط، ويكثر هناك المقام، ويحضر عند حامد فيبسطه ويتوفر عليه، فوافقه على السفارة له في الوزارة، وأصعد قسيم وخاطب نصرًا الحاجب في ذلك وأطعمه في حامد، وملأ يده منه، وعرفه سعة صدره وسخاء نفسه، وضمن له عنه تصحيح المال الكثير من ابن الفرات وأسبابه، وراسل السيدة أيضًا. ووافق هذا القول والسعي سوء رأي نصر الحاجب في ابن الفرات، وخوفه منه وكثرة الوقيعة فيه، وقول الناس إنه قلد ولده الدواوين، وأقاربه الأعمال وأخذ من ودائعه القديمة التي الجملة اتسعت الأقوال فيها وكتبه إلى العمال بحمل المرافق إلى هارون بن عمران، وإفراده إياه بذلك وبقبض أموال المصالحين والمصادرين وعدله بها عن بيت المال. وأن المقتدر بالله طلب من ابن الفرات مالًا لبعض مهمه فمنعه منه
1 / 38