273

Тухфат Асмак

تحفة الأسماع والأبصار

إن الأمور التي في النفس تخفيها .... لا تخشها إن ذكر الله يكفيها فخطر ببالي لما سمعت ذلك المسبح أنه يريد تبشيري بإنفراج ما أنا فيه من الحيرة بفضل الله وأمره والتوسل إليه بجميل ذكره، فقمت من منامي مسرعا أرقم هذين البيتين، وقد غاب عني من لفظهما من محل (لا تخشها إن) في البيت الثاني، فأصلحت هاتين اللفظتين في اليقظة، وأما البيت الأول وبقية الثاني فعلى صفته في الرؤيا، ثم رأيت رؤيا أخرى كذلك رأيت أن قائلا يملي علي بيتين من الشعر وهما هذا المذكوران:

وكن حازما في كل أمر تريده .... فإن صواب الرأي ما كان أحزمه

وشاور عليما في الأمور مجربا .... حيلما إذا ما دبر الأمر أحكمه

ورؤيا أخرى أيضا وهي: إني رأيت أني أتلو القرآن على سيدنا علي بن سعيد الشريحي القارئ المشهور بمدينة صنعاء-حرسها الله تعالى- فوصلت إلى قوله تعالى{إن الله مع الصابرين}فقال لي: قف على هذه الآية، فقلت له: تريد إلى تمام السورة؟ فقال: في هذه كفاية، وغير ذلك لم أذكره، والرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة، ولشدة ما قاسينا من الضجر ومهاجرة النوم ومحالفة السهر، خطر بالبال وصف ذلك الحال، بما ضمنته في هاتين القصيدتين وإن لم يكن ذلك من بضاعتي، غير أنه مع قصور حاله من النظم المنتظم، ينزل منزل النثر الملتئم، هما هاتان:

Страница 408