258

Тухфат Асмак

تحفة الأسماع والأبصار

ولما رجع إلينا جواب الملك يأمرنا بالدخول إلى المدينة والمبيت في بعض بيوت الوزراء رجل اسمه (حواريا) فدخلنا بقية ذلك اليوم، وهو يوم الجمعة المباركة، سلخ شهر صفر المظفر عام ثمان وخمسين وألف سنة، فمررنا في أزقة المدينة وقد اجتمع فيها من جموع النصارى الذكور والإناث على قواعدهم في عدم حجاب النساء ما لا يعلم قدره إلا الله، ولا يحصي عددهم سواه، وذلك لما توفرت دواعيهم واشتدت رغبتهم إلى نظر هؤلاء العرب الوافدين، وكونهم شكلا غرببا وأمرا عندهم عجيبا، فانتهينا إلى بيت ذلك الوزير الذي أمر الملك بالنزول تلك الليلة فيه، ووصلت إلينا الضيافات من بيت الملك ثم من وزرائه طعاما مصنوعا وعسلا كثيرا وبقرا وغنما، كل رجل بما تسنى لديه وبحسب حاله، وخلطوا في هذه الضيافة من دنان الخمر العظيمة، يحسبونه من كمال الضيافة، وما يتحفون من الأضياف أشراف التحافة، فأشار إليهم الحاج سالم بن عبدالرحيم رسول الملك أن يرفعوا ذلك، وبين لهم حكمه في دين الإسلام، الذي شرفنا الله به وأيدنا بعزه، فسارعوا برفعه فورا.

Страница 385