Туфхат ан-Нуссак бин Назм Мутаалликат ас-Сивак

Абу Бакр Ахдал d. 1035 AH

Туфхат ан-Нуссак бин Назм Мутаалликат ас-Сивак

تحفة النساك بنظم متعلقات السواك

Исследователь

عبدالرؤوف بن محمد أحمد الكمالي

Издатель

دار البشائر الإسلامية

Номер издания

الأولى

Год публикации

1427 AH

Место издания

بيروت

لقاء العشر الأواخر

بالمسجد الحرام

(٨٤)

تحفة النساك بنظم متعلقات السواك

للعلامة السيد أبي بكر بن أحمد بن أبي القاسم الأهدل

(المتوفى سنة ١٠٣٥ هـ)

رحمه الله تعالى

تحقيق وتعليق

الدكتور عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

أَسهم بِطَبْعِهِ بَعْضُ أَهْلِ الْخَيْرِ مِنَ الْحرمين الشَّرِيفِينَ وَمحبيهم

دار البشائر الإسلامية

1

جَمِيعُ الْحُقُوقِ مَحْفُوظَةٌ

الطَّبْعَةُ الأُولَى

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦م

شركة دار البشائر الإسلامية

لِلطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ ش.م.م.

أسَّسَهَا الشَّيْخُ رَمْزِي وَمَشْقِيَة رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سَنَةَ ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

بَيْرُوت - لُبْنَان ص.ب: ١٤/٥٩٥٥ هَاتِف: ٧٠٢٨٥٧

e-mail: bashaer@cyberia.net.lb

فَاكس: ٧٠٤٩٦٣ / ٠٠٩٦١١

2

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أكرمنا بشريعة الإِسلام، وأتحفنا وأنعم علينا غاية الإِنعام، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإِكرام، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله ما ترك شاردةً ولا واردةً فيها خير الأنام، إلاَّ وأعلمهم بها وحثهم عليها رجاء المثوبة والإِكرام، فصلوات الله تعالى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الكرام، بتعاقب الليالي والأيام.

أما بعد :

فهذه منظومة لطيفة، مختصرة أنيقة، في موضوع قد أكثر نبيّنا ﷺ من الحثّ عليه، حتى قال لأصحابه: ((قد أكثرت عليكم في السواك))(١)، وقال: ((أُمِرت بالسِّواك حتّى خفتُ على أسناني))(٢).

ومن أجل هذا اهتم علماؤنا الأخيار الأبرار، الحريصون أشد الحرص على رضى مولاهم العزيز الغفار، بإذاعة هذه السُّنَّة العظيمة، والتأكيد على

(١) أخرجه النسائي (١١/١) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وإسناده صحيح.

(٢) أخرجه الطبراني (٤٥٤/١١)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهو حديث حسن لغيره. انظر: ((السلسلة الصحيحة)) للشيخ الألباني رحمه الله (٧٧/٤ - ٧٩) (١٥٥٦).

3

هذه الفضيلة الكريمة، حتى أفردوها بالتأليف نظماً ونثراً، عدا ما سطّروه في كتبهم الفقهية، والآداب المرعية.

فمن الكتب التي أُفرِدت بتأليف خاصّ في السواك:

فضل السواك، لأبي نعيم الأصبهاني(١).

تحفة النُّسَّاك في فضل السواك، لأبي العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني(٢).

كتاب السواك وما أشبه ذاك، لأبي شامة المقدسي الشافعي، وقد طُبع بتحقيق أحمد العيسوي وإبراهيم بن محمد، دار الصحابة للتراث بطنطا، ط ١، ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠م.

معرفة النُّسَّاك في معرفة المسواك، لملا علي القاري (ط)(٣).

إفادة الخير في الاستياك بسواك الغير، لعبد الحي اللكنوي. وهي مطبوعة ضمن مجموعة رسائل اللكنوي (المجلد الثالث).

وكان من بين هذه المؤلفات النفيسة، والدرر المضيئة: منظومة: ((تحفة النُّسَّاك بنظم متعلقات السواك))، للعلامة الناظم، صاحب التصانيف التي تفوق الحصر: السيد أبي بكر بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الأهدل الحسيني اليمني، المتوفى سنة خمس وثلاثين وألف، أسماها بـ:

((تحفة النُّسَّاك بنظم متعلقات السواك))

(١) انظر: معجم الموضوعات المطروقة لعبد الله بن محمد الحبشي (ص٣٢٣).

(٢) انظر: صفحات في ترجمة الإِمام السفاريني لأخينا الشيخ محمد بن ناصر العجمي (ص٣١).

(٣) انظر: هدية العارفين (١/ ٧٥٣).

4

فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

وها هو جهد المُقِلِّ في إخراج هذه المنظومة، أسأل الله تعالى أجرها وذخرها، وأن يجعلها من العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يغفر لي ولمؤلفها ولقارئها ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، إنه - سبحانه - مجيب الدعوات.

***

وصف النسخة المخطوطة

وتوثيقها للناظم

اعتمدت في إخراج هذه المنظومة على نسخة وحيدة، موجودة في مكتبة خاصة باليمن، وتقع في (٤) ورقات، وعدد أسطر الورقة (١٩) سطراً، وهي بخط نسخي واضح.

وتثبت نسبة المخطوط إلى صاحبها بأمور، منها:

أنه ذكر الناظم نفسه حين ترجم لنفسه في ((نفحة المندل)) أنّ له منظومةً في السواك(١).

كتابة اسمه على طرة المخطوط.

نسبها له عبد الله بن محمد الحبشي في ((معجم الموضوعات المطروقة)) (ص٣٢٣).

***

(١) كما في ((خلاصة الأثر)) للمحبي (٦٦/١).

5

منهج العمل بها

وقد قمتُ بنسخ المخطوط أولاً، وذلك في المسجد النبويّ الشريف، بالمدينة المنوّرة، في ليلة الجمعة، التاسع والعشرين من شهر رجب، سنة ست وعشرين وأربعمائة وألف من هجرة المصطفى ﷺ، قبل لقاء العشر الأواخر من رمضان بمكة المكرمة، ثم علقت عليها بشرح ما يحتاج إلى شرح، وعزو الأقوال إلى مصادرها، وذكر الأدلة على ما ذكره من المسائل إن وُجدت.

***

ولا أنسى بإذن الله تعالى أن أشكر أخانا المفضال، من أهل المروءات والأفضال، شيخ الجهراء وبهجتها، وتفاحة الكويت وزينتها، الشيخ محمد بن ناصر العجمي، الذي أحضر لي هذه المخطوطة برداً وسلاماً، وتفضلاً وإنعاماً، بارك الله تعالى فينا وفيه، وفي كل الإخوة أصحاب لقاء العشر، ومن كان له يدٌ في هذا العمل الجليل، وفي المسلمين أجمعين.

وأخصُّ بالشكر - كذلك - أخانا الكريم، أستاذنا وحبيبنا، الدكتور محمَّد حسَّان الطيّان، رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة العربية المفتوحة بدولة الكويت، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق، الذي لم يتردد - كعادته - في مراجعة وضبط هذه المنظومة، فجزاه الله تعالى خير الجزاء، وجعلنا وإيّاه من أهل الدرجات العُلى في دار البقاء.

***

6

ترجمة الناظم (١)

اسمه ونسبه:

هو أبو بكر بن أبي القاسم بن أحمد بن محمد ابن علي الأهدل الحسيني اليمني، يرجع نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

ومعنى الأهدل: الأدنى الأقرب؛ مأخوذ من: هدل الغصن، إذا دنا وقرب ولان بثمرته.

وذكر الناظم نفسه في: ((نفحة المندل»(٢): «سمعت من بعض فضلاء الأهل أنه يقال في سبب تلقيب الشيخ بالأهدل: أنه في حال صغره علقت أرجوحة بسدرة فهدلت، أي: تدلت عليه أغصانها لتقيه من حر الشمس ونحوه)) اهـ.

وقيل غير ذلك، والله أعلم.

(١) انظر ترجمته في: ((خلاصة الأثر)) (٦٤/١ - ٦٨)، و ((ملحق البدر الطالع)) لابن زبارة الحسني (ص١٤)، و ((نشر الثناء الحسن على بعض أرباب الفضل والكمال من أهل اليمن)) للعلامة إسماعيل بن محمد الوشلي الحسني (٣٧٦/١ - ٣٨٦).

(٢) كما في ((خلاصة الأثر)) (١ / ٦٧).

7

مولده :

وُلد لنحو أربع وثمانين وتسعمائة تقريباً، بقرية صغيرة بين المُراوِعة والحوطة وغربي القُطيع، تُعرف بالحِلّة.

مرتبته وشرفه :

قال المحبي: ((كان في عصره منقطع القرين، سابقاً في علوم الدين، وعلى جانب عظيم من العبادة والورع والزهد والعلم والعمل، وكانت أوقاته معمورة بالذكر والعبادة ونشر العلم وتوزيع الوقت على الأعمال الصالحة من التدريس والفتوى وغير ذلك، وكانت لوائح العلم ظاهرة عليه من صغره، حتى إن عم والدته السيد الولي الشهير أحمد بن عمر الأهدل كان يلقبه بالفقيه العالم، ويشبهه بجده العارف بالله تعالى أبي بكر بن أبي القاسم)) اهـ(١).

طلبه للعلم وشيوخه :

انتقل والدهم بهم في سنة سبع وثمانين وتسعمائة من قرية الحِلّة إلى قرية السلامة، فتعلم بها القرآن وحفظ على يد الشيخ الصالح أحمد بن إبراهيم المزجاجي، المعروف بالخير، ثم اشتغل بتعليم إخوته مع غيرهم لأمر والده له بذلك مع كونه أميًّا.

ثم أدخله والده مدينة زبيد لطلب العلم.

فكان أول طلبه في الفقه على الفقيه محمد ابن العباس المهذب.

وفي النحو على محمد بن يحيى المطيب.

ثم أراد والده تزويجه فتزوج في سنة ألف، ومن أجل مراعاة حقوق

(١) ((خلاصة الأثر)) (٦٥/١).

8

الزوجة الواجبة اشتغل عن الطلب نحو ست سنين، لكن دون ترك للتحصيل والمطالعة والمذاكرة.

ثم جدد الطلب فقرأ على علي بن العباس المطيب، وعلى أحمد الناشري، وإبراهيم بن محمد جعمان، وعلى الصديق بن محمد الخاص الحنفي، وأحمد ابن شيخنا الجمال محمد المطيب، وعبد الباقي بن عبد الله العدني، وعلى الزين بن الصديق المزجاجي، والسيد عابد بن حسين الحسين الكشميري، وعلى السيد محمد بن أبي بكر الأهدل صاحب المقصورة، وعلى عبد الله بن أحمد الضجاعي، والسيد المقبول ابن المشهور الأهدل، ومحمد العلوي، وعبد الرحمن بن داود الهندي، وعبد الفتاح الصابوني، وتاج الدين النقشبندي، وغيرهم.

مؤلفاته(١):

وهي كثيرة جدًّا جدًّا، فمنها:

منحة الوهاب بنظم تحرير تنقيح اللباب (وهو نظم التحرير للقاضي زكريا الأنصاري في الفقه)، ثم قام بشرحها، وعدد أبياتها تنيف على أربعة آلاف.

نفحة العبير في نظم التحرير (اختصار النظم السابق).

الفرائد البهية، نظم كتاب الأشباه والنظائر في القواعد الفقهية للسيوطي (وذكر الناظم - رحمه الله تعالى - أنها من أهم مؤلفاته بعد منحة الوهاب واختصارها)(٢).

(١) ذكرها الناظم نفسه حين ترجم لنفسه في كتابه: ((نفحة المندل بذكر بني الأهدل)»، كما في ((خلاصة الأثر)) (٦٦/١).

(٢) انظر: ((نشر الثناء الحسن)) (٣٨٠/١).

9

البيان والإعلام بمهمات أحكام أركان الإسلام قال الناظم: ((وهو من أهمها، بديع التقسيم))(١).

بغية أولي العرفان في الاعتقاد والتصوف وشعب الإِيمان

الدرة المنتخبة (وهي أرجوزة في آداب طلب العلم، نظم فيها ((طلبة الطلبة)) للكاشغري).

الفوائد المنتخبة شرح طلبة الطلبة

المراشف المستعذبة على الدرر المنتخبة

هدية الإِخوان (قصيدة نونية في آداب الطلب، وهي من أول ما نَظم).

فتح العليم في آداب القارىء والقراءة والتعليم (وهو مختصر من ((تحفة المعلمين السنية)) لبعض أئمة المالكية).

العقيان (نظم الكتاب السابق، قال الناظم: ((وهي فريدة في بابها، على نمط الشاطبية في بحرها وقافيتها، تزيد على أربعمائة بيت))(٢) اهـ).

يتيمة العقد الثمين الغالي (نظم ورقات إمام الحرمين الجويني في أصول الفقه).

نهجية الأصول إلى جامع الأصول (نظم لب الأصول للقاضي زكريا الأنصاري، وعدد أبياته دون الخطبة والتختيمية ألف وخمسمائة ونحو عشرين بيتاً).

تسميط الدُّرَر نظم نخبة الفكر.

(١) انظر: ((نشر الثناء الحسن)) (٣٨٠/١).

(٢) انظر: ((نشر الثناء الحسن)) (٣٧٩/١).

10

الإشارات الغرر شرح تسميط الدُّرَر (نظم النخبة).

تحفة الإِخوان في مورثات الغنى والفقر والحفظ والنسيان.

درر التنظيم في مسائل التعليم (أرجوزة).

الدرر البهية في علم العربية (موشحة من بحر البسيط).

غاية المرام بنظم قطر ابن هشام. قال الناظم: ((ولقّبتها بـ : شمس الهدى في نظم قطر الندى))(١).

التعليق المضبوط فيما للوضوء كالغسل من الشروط.

الموارد الهنية في شرح الكلام على النية.

السيوف المسممة لمن تساهل بالجمعة المعظمة والجماعة المجمعة. قال الناظم: ((وهو مؤلف نفيس))(٢).

تحفة الطلاب (أرجوزة في عوامل الإِعراب).

فتح الكريم الجواد وتحفة السالك المرتاد.

منظومة في السواك (وهي رسالتنا هذه).

فتح ملك الملوك (وهو الشرح الكبير على قصيدة الشيخ ناصر الدين، المعروف بابن بنت الميلق في السلوك).

التِّبْر المسبوك (وهو الشرح الصغير على قصيدة الشيخ ناصر الدِّين السابق الذِّكْر).

المستطاب من تحفة الأصحاب (للزين الشرجي).

(١) انظر: ((نشر الثناء الحسن)) (٣٨٠/١).

(٢) المصدر السابق (٣٨٠/١).

11

قطف نوافح الأزهار من رياض بهجة الأسرار (في مناقب الشيخ عبد القادر الجيلاني).

انتخاب المستطرف من كل فن مستظرف (للجمال البهنسي الخطيب).

النخبة الوافية بالأرب من كتاب المستقصى من أمثال العرب (للزمخشري).

العقد الثمين في فضل العلم والعلماء والمتعلمين (لخّصه من جواهر العقدين للسيد السمهودي).

بغية الطالب المتفهم في آداب وفوائد يحتاجها العالم والمتعلم (جلّ مضمونها من الإِحياء للغزالي).

ضياء الشمعة (أرجوزة في خصائص الجمعة، نظم فيها حاصل خصائصها للجلال السيوطي).

إعانة الناسك على حفظ المناسك (نظم فيها المنسك الصغير للنووي).

القول المعلم في بيان المفروض على كل مسلم.

طرفة المصاب الصابر بما أعد الله له من الثواب الباهر.

أرجوزة في أولياء النكاح.

أبيات في حصر المسائل.

نفحة المندل بذكر بني الأهدل.

الأحساب العلية في الأنساب الأهدلية (وقد طبع أخيراً بتحقيق أربعة من الأهادلة).

الدرة الباهرة في التحدث بشيء من نعم الله الباطنة والظاهرة (أرجوزة ذكر فيها نبذة من فوائد التصنيف والرد على من ينكر تعاطيه في هذه الأزمنة المتأخرة، وكثيراً من أسماء مصنفاته).

12

تحذير الإِخوان عن شرب الدخان.

وغير ما ذكرناه من مصنفاته كثير جدًّا.

أشعاره:

للناظم أشعار كثيرة، منها قوله :

إن كنت تطلب في الدارين تفضيلا وتبتغي من مليك الكون تكميلا

داوم على العلم والفعل الجميل تَنَلْ ذكراً جميلاً وتكميلاً وتوصيلا
فاطلبه وادْأَبْ على تحصيله أبدا وقم بتأليفه إن حزت تأهيلا
وأنفق العمر في تحقيق حاصله وأعمر به الدهر تدويناً وتحصيلا

وفاته :

كانت وفاته منتصف نهار الأحد، ثالث جمادى الآخرة(١)، سنة خمس وثلاثين وألف، بقرية المحط، وبها دفن.

***

(١) والذي في ((ملحق البدر الطالع)) (ص١٤) أنه في جمادى الأولى.

13

منظومة : تخفة النساك بنظم متعلقات السواك

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وبه نستعين

رَبِّ يَسِّرْ يا كَرِيم

١ - قال الفقير في ابتدا نظامِهِ الحمدُ لله على إنعامِهِ

٢ - حمداً يكون بالمزيد متحفا مِن فضله وبالمراد مسعِفا

٣ -ثم الصلاة والسلام ماصَبا صبٌّ وهَبَّ غدوةً ريحُ صَبا

٤ - على النبي الهاشمي أحمدا وآله وصحبه أولي النَّدا

٥ - وكلٌّ عبدٍ محسنٍ في الاقتفا وحسبي الله تعالى وكفى

٦ - وبعد إن هذه أرجوزة نافعةٌ فائقةٌ وجيزة

٧ - تضمّنت مسائلَ السواكِ فلُقِّبت بتحفة النُّسَّاكِ

٨ - جمعتُها مما حكاه العُلَما مفرَّقاً في كتْبهم كي يُعْلَما

٩ - وسنةً تَجمع مِن فصولْ واللهُ في قَبولها مأمولْ

الفصل الأول

في إشارة إلى حكمه وفضله والحثّ على مداومة فعله

١٠ - ويُستحب الاستياكُ مطلقا لِمَا أَتى عن النبي المنتقى

١١ - في فضله مما رواه النَّقَلَه مع كثرة الفوائد المحصّلة

١٢ - قالوا: ولو لمن بلا أسنانٍ لخبرِ فيه عن العدنانِ

١٣ - وكم به قد أمر الرسولُ كما عليه حَتَّه جبريلُ

١٤ - فإنه طهارةٌ كما يُعَدّ مِن سنن الرسل على ما قد ورد

14

١٥ - وهو من الفطرة فيما رُوِيا كما أتى ذلك في كلامِهِ

١٦ - وكان مما اختَصَّ باختتامه إلى الممات دايناً وداومه

١٥ - فكان لا يُهمله ولازَمَه الي الممات داينا و داومه

١٨ - فالزمه كي تظفر بالثوابٍ مِن الكريم الملكِ الوهّابِ

١٩ - لكنه بعد زوال الصائم كُرِهِ لدى أصحابنا الأكارِم

٢٠ - واختار لاكُرْهَ الإِمامُ النووي وغيرُه أيضاً وعن جمعٍ رُوِي

٢١ - وشرطه بخشنٍ أن تفعلة لكن سوى إصبعك المتصلة

٢٢ - واختار في المجموع حيث تَخشنُ حصولُه بها اختياراً يَحْسُنُ

٢٣ - وانْوِ به السنة إن لم يكنِ في ضمن طهرٍ كالوضوء يحسنِ

٢٤ - فإنّ شَرْطَ كونِهِ مُحَصِّلاَ للسنَّة النيةُ فيما أُصِّلاً

٢٥ - وينبغي تعويدُه الصبيانا ليألفوه فافهم البيانا

الفصل الثاني

في المواضع التي بها يتأكد فعلُه ويتضاعف ثوابه وفضلُه

٢٦ - وأكدوه للوضوء والبدل كما لنحو مجنِبٍ مهما اغتسلْ

٢٧ - وللصلاةِ فرضِها والنفلِ وللطواف لاختيار الفضلِ

٢٨ - كذا لمن نحوَ القُران الأزلي يتلو كأخبار خيارِ الرُّسْلِ

٢٩ - وعند نومٍ وتغير الفم بنحو أَزْمِ أو كريهِ معظمِ

٣٠ - ولدخول مسجدٍ ومنزلٍ وعند كل خُطبةٍ فَلْيُفعلٍ

٣١ - وعند أكلٍ وانتباه نائم وقبل أن تزول شمسُ الصائمِ

٣٢ - وبعد وترِ وكذا وقتُ السَّحَرْ حُقَّ بتأكيدٍ كما للمُحتَضَرْ

٣٣ - وكلَّ جمعةٍ بنص خَبَرٍ فيه كذا أمام كل وطَرٍ

15

الفصل الثالث

في مسنوناته وأولى آلاته والتخلل وبعض متعلقاته

٣٤ - يسن بالعود وقالوا الأولى طَيِّبُ ريحٍ والأراك أولى

٣٥ - فالنخل والزيتون حسبما وصلْ وفضَّلوا اليابسَ حيثما يبلّ

٣٦ - بالما فما وردِ فنحوِ الزيقِ مرتباً باللفظ عن ((التحقيقِ))

٣٧ - وباليمين مطلقاً وإن بدا بالجانب اليمين فيه أبدا

٣٨ - وكونه بالعرض في الأسنانِ وضده يُدب في اللسانِ

٣٩ - وندبوا إمراره بالرفقِ واللطف فيه فوق سقف الحلقِ

٤٠ - كذا على الأطراف والكراسي من جملة الأسنان والأضراس

٤١ - وقد أتى أن النبي قال عا أَغْ إِخْ وَأُهْ مَثْنَى كمن تهوّعا

٤٢ - مبالغاً فيه، وأن يستقبلا به نَعَمْ ومِن جلوس فُعِلا

٤٣ - وأن يسمِّيَ الإِلهَ أوَّلَهْ رعيا لندب الابتدا بالبسملة

٤٤ - وأن يقول عنده بما أُثِر عن بعضهم من الدعاء وشُهِر

٤٥ - وغسلُه بعد الفراغ قد نُدِبْ ودَفعه لأكبر القوم استُحِبّ

٤٦ - وهو بعود الاستياك أولى والسَّوْكُ- في الراجح - منه أعلى

٤٧ - وقبله وبعده التخلُّلُ وسُنَّ في إثر طعامٍ يؤكلُ

٤٨ - وبلع ما يخرج بالخِلالِ ذَرْهُ وُقِيتَ سيِّءَ الخلالِ

٤٩ - وقد نهى عنه ذوو الإتقانِ بالآس والريحان والرمَّانِ

الفصل الرابع

في فوائده وكثرة عوائده

٥٠ - وللسواك قد أتت فوائدُ كثيرةٌ عَدَّدَها أماجِدُ

٥١ - منها رضا الرب وتطهيرُ الفم وجلبُ رزقٍ وانقطاع البلغم

٥٢ - نعم وتفريح المليك [و] كما يُسخط إبليسَ الذي قد رُجِما

16

٥٣ - يضاعف الأجر ويجلو البصرا ويبطىء النقل به قد شُهِرا

٥٤ - يطيب النّكْهة [يُنمي ]للولَدْ والمال والظهر سوي فَلْيُعَدْ

٥٥ - يسهل النزع ويذكي الفطنة يزيد في الحفظ يذيب البطنة

٥٦ - يبيض الأسنان شَدِّ لِلْثه ومَن دعا فِلِقَبولِ أورثَة

٥٧ - والذهنَ صفَّى وكذا الخلق كما يفصح الإِنسانُ إن تكلما

٥٨ - يذكّرُ المرء الشهادة لدىموتٍ وفي العقل يزيد واغدُدا

٥٩ - إزالةَ الصُّداع فتخَ المعدهْ كذا [و] إرهاب العدو عوّده

٦٠ - ويُذهب الحفر وينبت الشعَرْ وينجح الحاجة نجحاً في الأثَرْ

الفصل الخامس

في آدابه الشرعية ومنهياته الطّبِيّة

٦١ - ذَرِ السواكَ قائماً أو ماشياً كذاك في الحمّام بل وثاويا

٦٢ - في مسجدٍ لكن إذا لم تأمنٍ تلويثه لا مطلقاً في الأحسنِ

٦٣ - وأطلق النَّهْيانَ عنه فیهِ بعضُ الأطِبّاءِ كما تُلْفِيهِ

٦٤ - واحذر على رأس الخَلا أن تفعله وباليسار وازْجُرَنْ مَن فعله

٦٥ - ومَصُّه وبلعُ ريقٍ فاجتنبُ إلَّا الذي أولَه فقد نُدِبْ

٦٦ - ومُسْتَوٍ قليلةٌ به العُقَدْ في غِلَظِ الخِنْصَرِ أولى ما يُعَدّ

٦٧ - وفوق شبرٍ طولَه لا تَزِدِ وطرحُهُ عرضاً خلاف الجَيِّدِ

٦٨ - كالوضع قبل الغَسل، واترك فعلَهُ بالطرف الآخر، واندب جعلَهُ

٦٩ - وراء يسرى أُذْنيك واحذَرٍ قبضاً عليه عاملاً بالأثَرِ

٧٠ - ولتجعل الْخِنْصَرَ كالإِبهامِ أسفله أُتْحِفْتَ بالمَرامِ

٧١ - وفوقه البنصرَ والوسطى ضعٍ وربَّةَ التسبيحِ مَعْ تَيْنِ ارفعٍ

٧٢ - وبعده اكبس بالتراب الريقا لكن تبعت الأدباحقيقا

٧٣ - قيل: ولا يحسن في أحوالٍ كلَقوةٍ ويابسِ السعالِ

17

٧٤ - والقيءٍ والتخْمَةِ كالعطشانِ والرمَدِ اليابس والخَفْقَانِ

الفصل السادس

في مكروهاته وبعض محظوراته

٧٥ _ يُكره شرعاً بجميع ما يضرّ كالعود والريحان فيما قد أُثِر

٧٦ - كذاك بالمِبْرَدِ قال الحُكَما والآس والرمان والقَتّ، كما

٧٧ - نَهَوْا عن الإِذخر والطَّرْفاءِ وغيرِها خوفاً من الأدواء

٧٨ _ لا بسواكِ غيرِهِ إن يأذنِ. أو كان معْ ظنِّ رضاه فافطَنِ

٧٩ - لكنهم قالوا خلافُ الأولى وحيث لم يذْرِ رضاه أصلا

٨٠ _ فهو حرام وكذاك يحظرُ بكل ذي سُمِّ على ما ذكروا

٨١ - وكرهه لصائم أمسى غير والكره في الأسنان طولاً اشتهر

٨٢ - قالوا: ولكن أصلُ سنةٍ حَصَلْ معْ ذاك، والنَّظْمُ لِمَا رمتُ اكْتَمَلْ

٨٣ - فالحمد والشكر العميم الزاكي على تقضّي ((تحفة النُّسَّاكِ))

٨٤ - للهِ ذي الإِنعامِ والإِفضالِ والمنِّ والتوفيق والنوالِ

٨٥ _ وأرتجي من فضله سبحانه في شرحها التسديد والإعانة

٨٦ - فقد عزمتُ إن يشأ أن أشرحًا ألفاظها مبيِّناً موضحًا

٨٧ - مستوفياً لوارد الدليلٍ ومورداً لجملةِ التعليلِ

٨٨ - وبعدَ حمدٍ خالقِ الأنامِ صلاتُهُ مع أفضل السلام

٨٩ - على النبي أحمدٍ خير الورى والال والصحب ومَن [قد] جاورا

٩٠ - ملتزماً شرائط الإِحسانِ في حالـه بحسب الإِمكانِ

***

18

الورقة الأولى من المخطوط

19

الورقة الأخيرة من المخطوط

20