22

تحفة الخلان في أحكام الأذان

تحفة الخلان في أحكام الأذان

Исследователь

محمود محمد صقر الكبش

Издатель

مكتب الشؤون الفنية

Номер издания

الثانية

Год публикации

1431 AH

المؤذن بـ: ((حيَّ على الفلاح))؛ بيانٌ لطريق النجاة والفلاح، وكذا الخيريَّةِ في قولِهِ: ((الصَّلاةُ خيرٌ من النَّومِ))، ولذا كان المؤذنونَ يوم القيامة أطولَ الناس أعناقاً، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: ٣٣].

قال بعضُ العلماءِ: الأذانُ مَعَ قلَّةِ ألفاظِهِ مشتمِلٌ على عقيدةِ التَّوحيدِ؛ بدَأَ بالتكبير، وهو متَضَمِّنٌ وجودَ اللهِ وكمالَهُ، ثمَّ ثَنَّى بالتَّوحيدِ ونَفْيِ الشَّريكَ، ثمَّ بإثباتِ الرِّسالةِ لمحمَّدٍ ﷺ، ثُمَّ دَعَا إلى الطَّاعَةِ عَقِبَ الشَّهادةِ بالرِّسالةِ؛ لأنَّها لا تُعرَفُ إلاَّ مِنْ جِهَةِ الرَّسولِ، ثمَّ دَعَا إلى الفلاحِ وهو البَقَاءُ الدَّائمُ، وفيهِ الإشارةُ إلى المعادِ، ثم أعادَ ما دَعَا إليهِ توكيداً.

وقد ورد في فضله كثير من الأحاديث الدالة على منزلته في الدين، ولو لم يرد فيه إلا حديث أبي هريرة في الصحيحين لكفى حيث يقول ﷺ: ((لو يعلمُ النَّاسُ ما في النِّداءِ، والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لم يجدُوا إلا أن يستهمُوا عليهِ لاسْتَهَمُوا، ولو يعلمُونِ ما في التَّهجيرِ لاستَبَقُوا إليهِ، ولو يعلمونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبحِ؛ لأتَوْهما ولو حَبْوا))(١).

(١) أخرجَهُ البخاريُّ (١/ ٢٢٢) برقم (٥٩٠)، ومسلمٌ (١ / ٣٢٥) برقم (٤٣٧).

22