الملك الظاهر برقوق فى لقائه واستدعاه إليه فقدم فى أوائل سلطنته، وبالغ فى تعظيمه فهرع الناس إليه وإلى زيارته وقد أكثروا مدحه والثناء عليه، وعف عن تناول مال السلطان فقويت الرغبة فى اعتقاده وعاد إلى غزة.
وكان السلطان يستدعيه فى كل سنة لحضوره المولد النبوى فى شهر ربيع الأول بقلعة الجبل فيحضر ويداوى المرضى احتسابا.
والناس فيه فريقان فريق على أنه ولى ويحكى عنه خوارق وفريق يزعمون أنه مشعبذ ثم انحل عنه السلطان لما تحول من غزة إلى القاهرة وسكن بمصر على شاطىء النيل ثم لما توفى الملك الظاهر برقوق تقدم عند ولده الملك الناصر فرج حتى إنه كان لا يخرج إلى الأسفار إلا بعد أن يأخذ له الطالع فلما توفى الملك الناصر وتولى السلطنة المؤيد شيخ نقم عليه وأهانه فى أوائل دولته ثم أعرض عنه فتوجه من القاهرة.
ثم جاور بمكة مدة ثم توفى (رحمه الله تعالى) فى ثانى عشر ذى الحجة الحرام سنة ست عشر وثمانمائة.
ترب بعض الصالحين:
وبالقرب منه تربة بها قبور قديمة وفيها قبر مكتوب عليه هذا قبر الشريفة زينب بنت أحمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم وهو محمد ابن الحنفية وهذا غير صحيح لأنه لم يعلم دخولها إلى مصر.
وبالقرب منه تربة حافظ العصر الامام العالم العلامة الزاهد الناقد خادم السنة شرف الدين أبى محمد عبد المؤمن البوتى الدمياطى المنشأ، الشافعى
Страница 47