Тухфат Ацйан
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
Жанры
فمما ذكره المتولون ما قاله الأزهر بن محمد بن جعفر أن الصلت بن مالك صار إلى حد الضعف والزمانة والعجز عن القيام بالإمامة , وخاف المسلمون ذهاب دولتهم وزال نعمتهم , وكان موسى بن موسى في وقته هو شيخ المسلمين وإمام أهل الدين , فاجتمع إليه أخلاؤه وساروا لينظروا المسلمون فيما فيه عز الدين , فلما صاروا بقرف مكثوا بها وكانت الرسل فيما بينهم وبين الإمام , فقال الإمام ما يطلبون فقالوا قد صرت إلى حد الضعف ويخافون ذهاب الدولة ويسألونك أن تعتزل حتى يقوم رجل يحيي به الله هذا الدين أو نحو هذا من الكلام , قال أنظر في ذلك فبقوا أياما ينتظرون رأيه ثم عزم على الاعتزال وحول ما في منزله إلى المنزل الذي تحول فيه وأرسل إليهم إني قد اعتزلت فينظر المسلمون.
وممن أرسل إليهم الحسن بن سعيد وحضر قوله هذا الحسن من شاء الله من الشراة وشهدوا أنه أرسل الحسن بحضرتنا غير مجبور ولا مقهور , ثم برز إلى الناس وودعهم وداع تارك الأمر معتزل بنفسه عما كان فيه , وأمرهم بحفظ العسكر إلى أن يصل القوم وقال من قال إلى أن يجئ موسى وقال من قال إلى أن يجئ إمامكم وكان عنده في العسكر خلق كثير , فناظره منهم من ناظره فقالوا له أتترك إمامتك , فزعق بهم على ما بلغنا ولم يلتفت إلى قولهم , فعند ذلك انفلت من شاء الله من الناس الذين كانوا معه إلى موسى بفرق , وجاء إلى موسى ورسوله وكتاب عزان بخطه يستحثهم إلى التعجيل إلى العسكر وكان أمره وأمرهم إلى المسألة وعاش بجوارهم إلى أن مات.
Страница 168