سلطان إلا الناصر بن المنصور لا سواه، وهموا بالوثوب على الخطباء وإلقاهم عن المنابر، فطووا تلك النسخة تسكينا للثوائر وانخرقت الحرمة وانهتكت أستار الحشمة وزالت جلالة النعمة . وأخذ المشار إليه فى بذل نواله وإطلاق أمواله وتفرقة غلاله والإنعام على الزامه يخيوله وجماله وأمر طائفة ثانية من مماليكه بالطبلخاناه، ونقل المغادرة من صيياته إلى العشرات قصدأ فى الاستكثار مهات ! وقد جرت خلاف قصده الأقدار. (بيت مفرد)
بريد المرء آن يؤتى مناه
ويأبى الله إلا ما يشاء
ورسم بالتجريد العام والخررج للسير إلى الشام وأن يخرج كل يوم أريعة من مقدمى الألوف مضافيهم وشرعوا فى ذلك من الخامس عشر من شهر رمضان . وكان برلغى كما ذكرنا قد خرج مقدمه من أيام متقدمة بجماعة من الأمراء . واتقق وصول كتب مولانا السلطان إلى ثقاته مخبرا بدخوله دمشق على أحسن الأوضاع واجتماع العساكر الشامية على طاعته أتم اجتماع، فتحرك بعض الأمراء الذين كانوا مع سيف الدين برلغى للذهاب إلى خدمته وأجمعوا رأيهم على قصد جهته، فاحتاج إلى أن أظهر موافقهم وأسرع مرافقتهم فرحلوا من منزلتهم التى كانوا بها وساروا إلى الصالحية، فعاد بلبان الطغريلى من عندهم ال و أخر الجاشتكير بقصدهم فتزيد اضطرابه وتقطعت أسبابه وتأثر بهذه الحنة وتحير لهذه الإحنة فما أشبه حاله حينيذ بقول ثايت قطنة :
كل القبائل بايعوك على انذى
تدعر إليه وتابعوك وساروا
حتى إذا اشتجر القنا وتركهم
رهن الأسنة أسلموك وطاروا
Страница 200