130

فاجتمعوا فيما بيهم وتشا كوا إساعات منكوتمر إليهم وتحكمه عليهم وآفشوا ما بقلو بهم من الضغائن وأبدوا ما بنفوسهم من الإحن والدقائن شر

وان الضغن بعد الضغن يفشو

عليك وبخرج الداء الدفينا

فقالوا وكيف السبيل الى الر احة من شره ومكانته من أستاذه مكينة وأسبابه عنده متينة، وإن كلم عنه لم يسمع وإن شكى عنه إليه لم ينجع وكلما طالت مدته قويت شكوته وعجزنا عن مرامه وأصمانا بسهامه . وتشاوروا على اعدامه ثم تذ اكروا أنه لا سبيل إلى يلوغ القصد منه إلا ياعدام مخدومه، وأبرموا الأمر بيهم، فلما كانت ليلة الجمعة الحادى عشر من ربيع الأخر، هجموا عليه وهو جالس يلعب بالشطرنج، فأرووا السيوف من دمائه وقطعوه تقطيعا وغادره مصروعا . وخرجوا إلى دار منكوتمر واستدعوه لينزل إليهم، فأحس بالأمر، واستشعر الشر، فنزل إلى طغجى مستجير أ به من القتل ، فأجاره وأمرهم ليذهبوا به إلى السجن ، فضوا به ودلوه فى أسفل الجب، فاستلرك طفجى الفارط فيه وقال: نحن قتلنا أستاذه وما أساء إلينا ولا أجنف علينا ، وإنما قتلناه لأجل هذا الشيطان وما أنشأه من الشنآن ، فلا سهيل إلى تركه ولابد من هلكه، فأطلعه من الجب وذيحه من قفاه ولفى ما قدمت يداه: شر

ومن يحتفر فى الشر بثرا لغيره

يبت وهو فيها لا محالة واقع

وأصبح طغجى وكرجى يظنان أن الحكم صار إليهما والزمام فى يديهما فجلس طغجى فى شباك النيابة والأمراء عنده وديوان الجيش بين يديه وسمت نفسه إلى المنصب الأعلى وتطاول إلى ما هو قاصر عنه خرقا وجهلا. واتفق ال وصول الأمراء المجردين من الشام وهم بدر الدين أمير سلاح وشمس الدين كرتيه وشمس الدين سنقر جاه المنصورى ، فخرج الأمراء لتلقيهم والزموا طغجى بالخروج إلبهم، فخرج هو وكرجى، ولما تلاقوا وسلم بعضهم على بعض جرى الحديث بيهم فيما أحدثه هؤلاء . وانتهى الحال إلى أن قتل طغجى فقر حينئذ كرجى فلم ينجه القرار وقتل بحد الصارم البتار . واجتمعت الآراء ال واتفقت الأمراء على إعادة مولانا السلطان إلى محله ، فأرسل إليه علم الدين

Страница 154