المجتهد الحكم تعلق حينئذ تعلقا تنجيزيا به وبمقلديه، وتنوع ظنون المجتهدين يكشف عن تنوع الأحكام.
وقد قرر أن تنوع الأحكام اعتباري في الأزل عند الجمهور. وعند أبي سعيد فيما يزال هذا محصل الجواب، وانظر ابن أبي شريف. ونقل قبله الدليل على أنه تابع لحكم المجتهد، موافقات عمر (١) حيث يحكم من رأيه، وينزل القرآن بموافقته، وكذا ما في البخاري من قضية أبي قتادة (٢) فيمن قتله يوم حنين، فأخذ رجل سلبه بما عرف به، وسأل النبي ﷺ إرضاء أبي قتادة عن السلب. فقال أبو بكر رضي الله (٣) عنه: لا، ها الله إذًا، لا يعمد إلى أسد من أسد الله، يقاتل عن الله
_________
(١) عمر بن الخطاب ﵁ (٤٠ ق هـ - ٢٣ هـ = ٥٨٤ - ٦٤٤ م): ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين. صحابي جليل. لقبه النبي ﷺ بالفاروق. انظر ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة الترجمة: ٥٧٣٨. وكيع، أخبار القضاة ج١/ ١٠٥.
(٢) أبو قتادة الحارث بن ربعي (٥٤ هـ = ٦٧٤ م): صحابي جليل، شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، توفي بالمدينة وهو ابن ٧٠ سنة. انظر النووي، تهذيب الأسماء واللغات ج٢/ ٥٨. ابن الجوزي أبو الفرج، صفة الصفوة ج١/ ١٨٣.
(٣) أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان (٥١ ق هـ - ١٣ هـ = ٥٧٣ - ٦٣٤ م): أول الخلفاء الراشدين، وأول من آمن بالرسول ﷺ. له في الصحيحين ١٤٢ حديثا. انظر ابن سعد، الطبقات الكبير ج٩/ ٢٦ - ٢٨. أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء ج٤/ ٩٣. ومما كتب في سيرته: أبو بكر الصديق لمحمد حسين هيكل، والشيخ علي الطنطاوي.
1 / 92