﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ (١)، ﴿ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم﴾ (٢)، ﴿وغضب الله عليهم﴾ (٣)، ﴿أن سخط الله عليهم﴾ (٤)، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ (٥) انتهى كلامه.
فأنت تراه أيضا جعل الجميع بمعنى واحد وهي الإرادة، إنما اختلف باعتبار الحيثيات وجهات التعلق، ثم إن سياقه للآية وهي قوله: ﴿ولكن كره الله انبعاثهم﴾ (٦) في مساق الكراهة التي تشملها الإرادة، قد يشكل من حيث المعنى على خلافه، إذ لو أراد انبعاثهم لانبعثوا، فإذا لم يرد انبعاثهم فهي نقيض الإرادة العقلية، فكيف تذكر في جزئيات، ولا يصح أن يراد الكراهة الشرعية للخروج؛ لأنه مأمور به لقتال العدو فلا يصح إلا أن يريد بها من محبة لا كراهة؛ إذ هي إرادة، ولذلك قال: ﴿وقيل اقعدوا مع القاعدين﴾ (٧) فتأمله ترشد والله المعين.
_________
(١) البقرة: ٢٥٧. وبقية الآية: (يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
(٢) التوبة: ٤٦. وبقية الآية: (وقيل اقعدوا مع القاعدين).
(٣) الفتح: ٦. وبقية الآية: (ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرًا).
(٤) المائدة: ٨٠. وبقية الآية: (وفي العذاب هم خالدون).
(٥) البقرة: ٩٨. وبداية الآية: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ).
(٦) التوبة: ٤٦. وبقية الآية: (فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين).
(٧) التوبة: ٤٦.
1 / 26