241

..إلى قوله: ومرادي فيما أحاوركم به استشعار تقوى الله، وابتغاء مرضاة الله، والتقرب إلى الله، والسعي في ذات الله، وبذل المهجة للجهاد في سبيل الله، وحمل الخلق على كتاب الله، وإحياء شريعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتأمين السبل الخائفة حيث أمر الله تعالى به من أمان عباده، وإخصاب بلاده، وإقامة حكم وإزالة ظلم، ثم إعزاز آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين جحدهم أكثر الأمة حقوقها، واستحلت عقوقها، واستباحت دماءها، فذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه أزيح عن منزلته الشريفة المنيفة، وغضبت فاطمة عليها السلام ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدكا، وسم الحسن عليه السلام سرا، وقتل الحسين جهرا، وصلب زيد بن علي عليه السلام بكناسة الكوفة، وقطع رأس يحيى بن زيد في المعركة، وخنق عبدالله بن الحسن بن الحسن في سجن الدوانيقي، وقتل ابناه النفس الزكية محمد وإبراهيم على يد عيسى بن موسى العباسي، ومات موسى الكاظم بن جعفر الصادق في حبس هارون، وسم علي الرضى على يد المأمون، وسم إدريس بن عبدالله في السوس الأقصى، ومات عيسى بن زيد شريدا طريدا، شارك في قتلهم الأموي والعباسي، واجتمع عليهم العربي والعجمي، ووردوا المنية، وكرهوا الدنية، وصبروا على الرزية سليت نفسوهم عن الدنيا، واشتاقت نفوسهم إلى العقبى، وأيقنوا أن ما عند الله خير وأبقى.

Страница 248