صورة من جهاد الشيعة وشيء من فضائلهم
وعن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام أن (حاضرا) صاحب عيسى بن زيد لما جيء به إلى المهدي بن أبي جعفر، قال له: أين عيسى؟ قال: وما يدريني، أخذتني فحبستني، وأخفته فطردته، فكيف أعلم مكان طريد منك وأنا محبوس؟ قال: ليس هكذا، متى فارقته، وعند من آخر عهدك به، وما عندك من علمه؟ قال: ما لقيته منذ توارى، ولا علمت له خبرا، قال: والله لتدلني على خبره أو لأقتلنك، قال: أدلك عليه تقتله، وألقى جده وقد شركت في دمه، والله لو كان بين ثوبي وجسدي لما كشفت عنه، فاقض ما أنت قاض، فضربت عنقه رحمه الله. وقد روى معناه المرشد بالله، والإمام أبو طالب عليهما السلام.
فانظر إلى هذا البذل للمهج، فهؤلاء الذين ضربوا بالسيوف فما ازدادوا إلا حبا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال لي ربي عز وجل ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت: أنت يارب أعلم، قال: يا محمد إني انتخبتك لرسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك، وأبا سبطيك الشهيدين السيدين الطاهرين المطهرين، سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة، وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حبا))، رواه الإمام المنصور بالله في الشافي، مسندا عن الإمام الأعظم زيد بن علي عن آبائه صلوات الله عليهم.
وروى الناصر للحق عن جعفر الصادق، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((إن في السماء لحرسا وهم الملائكة، وإن في الأرض لحرسا وهم شيعتك يا علي))، ورواه في الحدائق الوردية، وفي رواية الأمير الحسين عليه السلام لهذا الخبر: لن يغيروا ولن يبدلوا.
Страница 157