قال: وأخبرني أبو هاشم إسماعيل بن علي بن إبراهيم بن علي بن حسن بن عبدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب عن حمزة بن القاسم عن أبيه عن إبراهيم، قال: تذاكرنا يوما عند عمر بن فرج الراجحي أمر يحيى بن عبدالله، فقال عمر بن فرج: حدثني مسرور الخادم، قال: أتي بيحيى وهارون بالرافقة وعنده عبدالله بن مصعب الزبيري، فقال الزبيري: يا أمير المؤمنين إن هذا وأخويه قد أفسدوا علينا مدينتنا، فقال له يحيى: ومن أنت عافاك الله، فجرى بينهما من الحديث ما كتبناه حتى أنشد يحيى هارون الشعرين اللذين قالهما الزبيري في محد رحمه الله، فاسود وجه الزبيري، وتغير وانتفى أن يكون قال من هذا شيئا، فقال يحيى يا أمير المؤمنين إن كان صادقا فليحلف بما أحلفه، فأمر هارون أن يحلف، فقال له: قل: برأني الله من حوله وقوته، ووكلني إلى حولي وقوتي إن كنت قلت هاتين القصيدتين.
قال: ليس هذه من الأيمان، أنا أحلف بالله الذي لا إله إلا هو وهو يحلفني بشيء ما أدري ما هو، فأمره الرشيد أن يحلف، فما أتى عليه إلا ثلاث حتى مات، فأمر الرشيد أن يدفن فدفن فانخسف القبر، ثم بنوا ثانية فانخسف القبر، ثم بنوا ثالثة فانخسف القبر، فأمرهم هارون أن تضرب عليه خيمة، فما زالت مضروبة على قبره.
وأما هارون الوشاء فقال: حدثني عبد العزيز بن يحيى الكناني، قال: جمع هارون الفقهاء، فكان فيمن حضر وأحضر من القرشيين جماعة من ولد أبي بكر وعمر وعثمان والزبير وأبو البختري، وأحضر أمان يحيى، فدفع هارون الأمان إلى محمد بن الحسن، ويحيى في الحديد، فقال: يا محمد انظر في هذا الأمان هل هو صحيح أم هل في نقضه حيلة، فقراه، ثم قام قائما، فقال: يا أمير المؤمنين أمان صحيح ما رأيت أمانا قط أصح منه، ولا ظننت أنه ما بقي في الدنيا رجل يحين أن يكتب مثل هذا، ولو كلفت أن أكتب مثله ما أحسنت.
Страница 141