Тухаф
التحف شرح الزلف
Жанры
فولغ في دمائهم ولغان الكلاب، وضرى بقتلهم صغيرهم وكبيرهم ضرواة الذئاب، ونهم بهم نهم الخنزير، والله له ولمن عمل بعمله بالمرصاد، فلما أهلكه الله قابلتنا أنت وأخوك الجبار الفض الغليظ العنيد، بأضعاف فتنته، واحتذاء سيرته، قتلا وعذابا وتشريدا وتطريدا، فأكلتمانا أكل الربا حتى لفظتنا الأرض خوفا منكما، وتأبدنا بالفلوات هربا عنكما، فأنست بنا الوحوش وأنسنا بها، وألفتنا البهائم وألفناها، فلو لم تجترم أنت وأخوك إلا قتل الحسين بن علي وأسرته بفخ لكفى بذلك عند الله وزرا عظيما، وستعلم وقد علم ما اقترف والله مجازيه وهو المنتقم لأوليائه من أعدائه.
ثم امتحننا الله بك من بعده، فحرصت على قتلنا، وظلمت الأول والآخر منا، لا يؤمنهم بعد دار، ولانأي جار، تتبعهم حيلك وكيدك حيث تستروا، من بلاد الترك والديلم، لا تسكن نفسك ولا يطمئن قلبك دون أن تأتي على آخرنا، ولا تدع صغيرنا، ولا ترثى لكبيرنا، لئلا يبقى داع إلى حق، ولا قائل بصدق من أهله، حتى أخرجك الطغيان، وحملك الشنآن، على أن أظهرت بغضة أمير المؤمنين، وأعلنت بنقصه، وقربت مبغضيه، وآويت شانئيه، حتى أربيت على بني أمية في عداوته، وأشفيت غلتهم في تناوله، وأمرت بكرب قبر الحسين بن علي صلوات الله عليهما، وتعمية موضعه، وقتل زواره، واستئصال محبيه، وأوعدت زائريه، وأرعدت وأبرقت على ذكره.
فوالله لقد كان بنو أمية الذين وضعنا آثارهم مثلا لكم، وعددنا مساوئهم احتجاجا عليكم - على بعد أرحامهم - أرأف بنا، وأعطف علينا قلوبا من جميعكم، وأحسن استبقاءا لنا ورعاية من قرابتكم، فوالله ما بأمركم خفاء، ولا بشنآنكم امتراء، ولم لا تجاهد وأنت معتكف على معاصي الله صباحا ومساء، مغترا بالمهلة، آمنا من النقمة، واثقا بالسلامة، تارة تغري بين البهائم بمناطحة كبش ومناقرة ديك ومحارشة كلب.
Страница 126