قال الزجاج: استثناء ليس من الأول أي: إلا أن تؤدوا قرابتي فتحفظوها، والخطاب لقريش خاصة. قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد. والمعنى: إلا أن تودوني في قرابتي منكم، أي: تراعوا ما بيني وبينكم فتصدقوني. فالقربى ههنا قرابة الرحم، كأنه قال: اتبعوني للقرابة إن لم تتبعوني للنبوة. وقيل: القربى: قرابة الرسول ﷺ أي: لا أسألكم أجرا إلا أن تؤدوا لقرابتي حقهم وهم أهل البيت، للحديث الصحيح: "أذكركم الله في أهل بيتي".
وقد وردت أحاديث صحيحة فيها الأمر بإكرام أهل بيت رسول الله ﷺ وقرابته ... فواجب على الإنسان مودتهم، وحب قرابته وآله من حبه١.
ووضح الأستاذ أبو الأعلى المودودي٢ المراد بأهل البيت في تفسيره لقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ ٣، فقال: "يظهر من السياق الذي وردت فيه هذه الآية أن المراد بأهل البيت أزواج النبي ﷺ الطاهرات؛ لأن الخطاب بدأ بقوله: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ﴾، وهن بعينهن المخاطبات فيما قبل الآية التي بين يدينا وما بعدها. كما أن لفظ "أهل البيت" -علاوة على هذا- يستخدم في اللغة العربية في نفس المعنى الذي نستخدم نحن٤ فيه لفظ أصحاب البيت ويدخل بالطبع في هذا المعنى زوجة الرجل وأولاده ولا يستطيع أحد أن يطلق لفظ "أهل البيت" مستثنيا منه