Перевод шейха Абдула Рахмана Аль-Африки
ترجمة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي
Издатель
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Номер издания
السنة الحادي عشرة-العدد الأول
Год публикации
غرة رمضان١٣٩٨هـ
Жанры
عن أمير المؤمنين عمر: "كل كلام فيه مقبول ومردود سوى كلام صاحب هذا القبر وأشار إلى حجرة النبي ﷺ، والله تعالى يقول: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِر﴾ . (النساء: ٥٩) ".
ومن يومها قرر عدم السفر وكان يقول: "فأجمعت أمري على العودة إلى المدينة المنورة لأتقوى في دراسة حديث رسول الله ﷺ، ونظرت إلى زملائي المسافرين نظرة مودع مفارق فراق غير وامق، وقلت في نفسي: إذا كان ما تحصلت عليه لا يقنع مسلمًا ليعود عما هو عليه، فلأن أعجز عن إقناع الملحد المعاند من باب أولى، وقلت لهم: بلغوا آلي أنني لن أعود إلى البلاد حتى يأذن الله، وغربة عن الأوطان في سبيل العلم والمعرفة خير من إقامة سعيدة بالأوطان على جهل وتبعية".
وأنا أدعك لتتصور لأواء الغربة، والحنين إلى الأوطان والصحبة، وأدعوك إلى أن تقرأ كتاب الحنين إلى الأوطان عل ذلك يدعو الطلاب للجد والاجتهاد والحرص على الفوز والنجاح في الدور الأول - إن شاء الله - ليتمكنوا من السفر في العطلة الصيفية، ويبلوا الصدأ، ويقضوا النهمة، ويعودوا بعد ذلك إلى الجامعة وهم أسعد حالًا، وأهدأ بالًا، وأزكى قلبًا. والله المستعان.
وأسمعك ما قاله بلال بن رباح ﵁ عندما هاجر، وأصابته الحمى واشتد عليه الأمر، كان يرفع عقيرته ويقول كما روت عائشة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بوادٍ وحولي إذخر وجليل
وهل أردنّ يومًا مياه مجنةٍ ... وهل يبدونّ لي شامة وطفيل
قالت: أما أبو بكر ﵁ فكان إذا اشتدت به الحمى يقول:
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله
أقول: إن الشيخ الأفريقي ﵀ فإنه قد عاد إلى المدينة فعلًا، وعاد إلى شيخه الشيخ سعيد، ولما رآه سر بعودته، وأنزله منزلة كريمة، وخصّص له أوقاتًا يتلقى فيها العلم في البيت والمسجد، وصار يصحبه معه في مجالس لعلماء، ليلقح ذهنه، وتوجه فكره، واتخذه التلميذ الخاص، ولو جاز التبني لتبناه، لا سيما أن الشيخ سعيد لم يرزق أولادًا.
وعندما افتتحت مدرسة دار الحديث بالمدينة عام ١٣٥٠هـ وعين الشيخ مدرسًا فيها، دعاه إلى الالتحاق بها، وكانت يومها مدرسة معنية بتدريس الحديث النبوي، وعلومه على أوسع نطاق، ويدرس
1 / 170