إلا بالممارسة فتدبر هذا فهو المحك من الجهة العملية ومن الله وحده الفضل والتوفيق لا إله غيره ولا معين سواه. ٧- ترتيب العناصر وترابطها: فيبدأ بالأهم فالمهم، ويراعي التسلسل المنطقي بينها على أن يفضي بعضها إلى بعض ويأخذ بعضها بحجز بعض في تناسق وإحكام، وهذا يكون في دور الإعداد والتحضير، وينبغي أن يراعي الخطيب زمن الخطبة فلا يطيل إطالة مملة ولا يختصر اختصارا مخلا! وكانت عامة خطب النبي الكريم ﷺ من المختصر المفيد، ففي حديث جابر بن سمرة ﵁ قال: «كنت أصلي مع النبي ﷺ فكانت صلاته قصدا، وخطبته قصدا» (١) والقصد في كل شئ: الاقتصاد فيه وترك الغلو، والمراد أنه لم يكن يطيل لئلا يمل الناس الجزء الثالث - الخاتمة: من ضوابطها:

١- أن يختم بالاستغفار فهو هدى النبي ﷺ. ٢- أن يبرز من خلال الخاتمة أهم جوانب الموضوع في تلخيص موجز بارع، دون تكرار اللفظ ٣- أن يراعى فيها القصر دائما سواء طالت الخطبة أم قصرت. ٤- أن تكون الخاتمة قوية في سبكها ومعانيها، تهز المشاعر وتبعث على الاتعاظ. هذه خطوات الإعداد، ولا بد من مراعاتها كي يكون الخطيب المتدرب المبتدئ ملما بقواعد الخطابة من الناحية النظرية، حتى إذا أقدم على الناحية (١) م: الجمعة (٨٦٦)