يغزل كي يسر قلبها.
لشاعر غير معروف
كان رتشارد لا تداخل قلبه الريبة، ولا يعلم بتلك المؤامرة التي كانت تدبر له في الظلام والتي فصلنا في مختتم الفصل السابق ، وقد نجح الآن على الأقل في الظفر بتوحيد الأمراء الصليبيين، معتزما أن يواصل الحرب بعنف وشدة، ولو لم يكن أحب إلى قلبه بعد هذا من أن يقر السكينة بين أهله. والآن، وقد أضحى في حكمه أشد اتزانا، أراد أن يدقق البحث في الظروف التي أدت إلى ضياع رايته، وفي طبيعة العلاقة بين ذات رحمه أديث والمخاطر الاسكتلندي الطريد.
ومن أجل هذا باغت السير توماس دي فو الملكة ووصيفاتها بالزيارة، يطلب مثول السيدة «كالستا منتفوكن» أول رفيقات الملكة في مخدعها، لدى الملك رتشارد.
فقالت كالستا للملكة وهي ترتجف: «ماذا عساي أن أقول يا مولاتي، إنه سوف يقتلنا جميعا.»
فأجابها دي فو وقال: «كلا. لا تخشي يا سيدتي، لقد أبقى جلالته للفارس الاسكتلندي حياته، رغم أنه كان أشد من أساء إليه، وخلعه على الطبيب المغربي فلن يكون جلالته شديدا على سيدة حتى وإن كانت خاطئة.»
وقالت برنجاريا: «ابتكري لك قصة ماكرة أيتها المرأة، فإن زوجي وقته يضيق بالبحث وراء الحقيقة.»
وقالت أديث: «قصي عليه القصة كما وقعت وإلا قصصتها نيابة عنك.»
وقال دي فو: «إني ألتمس من مولاتي المليكة خاضعا أن تأذن لي أن أقول بأن السيدة أديث قد أصابت فيما أشارت به؛ فالملك رتشارد قد يسره أن يعتقد فيما يلذ لجلالتك أن تقصي عليه، إلا أني أشك في أنه يقيم للسيدة كالستا مثل هذا الاحترام، وبخاصة في هذا الأمر الذي نحن به.»
وخطر لكالستا ما سوف يجري من بحث وتدقيق في هذا الشأن، فعراها اضطراب شديد وقالت: «لقد أصاب لورد جلزلاند. وفضلا عن ذلك فإنه لو كان لي من حضور الذهن ما يكفي للخداع بقصة معقولة، فصدقوني إني لأحسب أني سوف لا أجد من نفسي الشجاعة على قصها.»
Неизвестная страница