1
فأجاب رتشارد وقال: «أجل، لقد فعلت يا دي فو، ولقد أصبت، وإني بذلك أقر. كان ينبغي لي أن أعرفه خيرا من هذا، وكان ينبغي أن أذكر كيف أن الثعلب وليم قد خدعني في أمر هذه الحرب الصليبية.»
فأجابه السير كنث وقال: «مولاي، إن وليم الاسكتلندي لم يخدعك، ولكن الظروف لم تمكنه من حشد جنوده.»
فقال الملك: «مهلا بعض هذا واستح قليلا! إنك تلوث اسم الأمير حتى إن لفظت به.» ثم أردف بقوله: «ولكن، مع هذا، إنه لعجيب يا دي فو مسلك هذا الرجل، إنه إما جبان أو خائن، ولكنه صمد - رغم ذلك - لضربة رتشارد بلانتاجنت حينما ارتفع ساعدنا لوسم الفروسية على كتفه؛
2
والله لئن كان قد أبدى أتفه دليل على خوفه، والله لو كانت قد ارتعدت منه فريصة أو ارتجف له جفن، لهشمت رأسه كما يتهشم القدح من البلور، ولكن ما كان لي أن أضرب حيث لا خوف هناك ولا صدود.»
ثم كان سكون.
ثم قال كنث: «مولاي ...»
فاعترضه رتشارد وأجابه قائلا: «ها! آلآن عرفت الكلام؟ أدع ربك الرحمة ولا تدعني، لقد لحق بإنجلترا العار من جراء خطئك. والله لو كنت لي أخا، ولو لم يكن لي سواك أخ، لما عفوت عن إثمك.»
فقال الاسكتلندي: «إني لم أتكلم طلبا للرأفة من إنسان فان، إنما الأمر لجلالتكم إما جدتم أو ضننتم علي بالوقت أكفر فيه عن سوءاتي كما يكفر المسيحيون. ولئن أنكر الإنسان علي هذا فالله أرجو أن يهبني المغفرة التي أطلب من الكنيسة بعد الله! وسواء مت الآن أو بعد هذا بنصف ساعة فإني ألتمس من جلالتكم أن تهبني الفرصة لحظة واحدة أتحدث فيها إلى شخصك الكريم بما يمس ذكرك كملك مسيحي مسا شديدا.»
Неизвестная страница