قضاعة بن مالك، ومات بعده أخوه وائل بن حمير، وولي بعده السكسك ابن وائل.
ملك السكسك بن وائل
كان السكسك حازمًا جلدًا وكان له مقعقع العمد وكان إذا غلب على من ناوأه هدم بناءه وغير آثاره بالنار وهو أول من حرق بالنار وخرب المدن فسمي مقعقع العمد. وإن سكسكًا زاحف قضاعة بن مالك فغلب عليه وصار إليه ملكه. فجمع الملك، فلما اجتمع لسكسك الملك كله باليمن أنشأ يقول:
سأركب قطعًا للقرين وإن أبي ... لي العزم في هذا الشقيق المجرب
واقطع حبل الوصل بالسيف كارهًا ... وأركب أمرًا للردى ليس يركب
أألبس ثوب الذل والموت دونه ... أم اقطع قومًا قربهم لي مشغب
عصيت به قول النصيح وإنما ... ألاقي لفقد الملك من ذاك أعجب
سألقي المنايا السود بالبيض ضحوة ... وأقرع وجه الدهر والدهر مغضب
وأبذل نفسي للمكاره طائعًا ... إذا ما جبان القوم بالسيف يغصب
إذا الموت عند الجمع كالصاب طعمه ... يطيب لها عند الهياج ويعذب
إذا البيض من قاني الدماء كأنها ... عليها خطوط الحميرية تكتب
قال وهب: فغلب على الشام فلقيه عمرو بن امرئ القيس بن بابليون ابن سبأ من أرض مصر بالرملة يهديه فقبل منه هداياه وأقره على مصر والمغرب ورجع إلى غزو أرض بابل يريد نمرود بن ماش، فلما نزل بحنو قراقر من أرض العراق اعتل فمات فحملوه ورجعوا به قافلين إلى اليمن وافترق ملك اليمن على ملوك شتى، وولي ابنه يعفر بن السكسك بعده في مكانه وافترق أمر اليمن للذي أراد الله وإن نمرود بن ماش جمع جموعًا
1 / 66