عجبت ليومك ماذا فعل ... وسلطان عزك كيف انتقل
فأسلمت ملكك لا طائعًا ... وسلمت للأمر لما نزل
فيومك يوم وجيع العزاء ... ورزؤك في الدهر رزء جلل
فلا تبعدن فكل امرئ ... سيدركه بالمنون الأجل
لأن صحبتك بنات الزمان ... وبدت يد الدهر أوجه الأمل
لقد كنت بالملك ذا قوة ... لك الدهر بالعزعان وجل
بلغت من الملك أعلى المنى ... نقلت وعزك لم ينتقل
فطحطحت في الشرق آفاقه ... وجبت من الغرب حرب الدول
جريت مع الدهر إطلاقه ... فنلت من الملك ما لم ينل
وحملت عزمك ثقل الأمور ... فقام بها جازمًا واستقل
فأبقيت ملكك بالخافقات ... وليس لرأيك فيها زلل
له قدم بمحل العلا ... فزلت بك النعل عنه فزل
فسام لك العيش عيب الهوى ... شربت بذلك نهلا وعل
صحبت الدهور فأفنيتها ... وما شاء سيفك فيها فعل
بنيت قصورًا كمثل الجبال ... ذهبت لم يبق إلا الظلل
وجردت للدهر سيف الفنا ... تطاير عن جانبيه القلل
نعمنا بأيامك الصالحات ... شبنا بسجلك وبلا وطل
تؤمل في الدهر أقصى المنى ... ولم ندر بالأمر حتى نزل
فزالت لفقدك شم الجبال ... ولم يك حزنك فيها هبل
كأن الذي قد مضى لم يكن ... وفقدك بعد الفناء لم يزل
وللدهر صرف يريد الردى ... فصرح عن قيل ما لم يقل
نهار وليل به مسرعان ... فهذا مقيم وهذا رحل
يسومان بالخسف ما يبديان ... أطاعا لما شاء فينا لال
1 / 59