لاينوا هودًا وأعطوه عقودًا حتى يلين لكم ثم اخرجوا إلى اليمن وانزلوا ناحية منها واسألوا أخوانكم الجوار فإذا سكنتم كنتم من وراء أمركم فويل للمنزول عليه من النازل.
قال وهب: فأوحى الله إلى هود يخادعونك والله من ورائهم محيط أعطهم ما سألوا فاني لا أخشى فوتًا فوعزتي وجلالي ما ينتقلون إلا من أرضي إلى أرضي ولا يفرون من قدرتي إلا إلى قدرتي. فأعطاهم هود ما سألوه ورفعوا إلى اليمن فنزلوا بالأحقاف فلما نزلوا الأحقاف لم يتعرض لهم يعرب بشيء وقال لقومه: أخوانكم لجئوا إليكم فقال لهم رقيم: تحرموا عليهم الديون حتى يقاتلوكم فإذا طفرتم بهم قويتم على حرب هود بقتلكم ذريته فليس لأحد بكم طاقة وذلك إن الله خلقهم خلقًا عظيمًا. قال الله تعالى: ﴿ألم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد﴾ أي ذات الأصلاب الطوال التي لم يخلق مثلها في البلاد ثم إن عادًا شاجرت يعرب وبني قحطان وتسببوا إليهم للحرب. فقال يعرب: يا بني قحطان إن كان أعطى الله عادًا أعظم الأجسام فقد أعطاكم الصبر والجلد فقاتلوهم بإذن الله تعالى ثم التقى بنو قحطان ويعرب ومن معهم مع عاد بموضع من اليمن يقال له بارق بين الأحقاف والعالية فاقتتلوا قتالًا شديدًا فهزمهم يعرب وقتلهم مقتلة عظيمة فقال يعرب في ذلك:
لعمري لقد شادت على الدهر خطبة ... سيوف بني قحطان في يوم بارق
1 / 42