فعيني لا تجف عليك سحًا ... وقلبي الدهر محزون قريح
قال وهب: قال قوم من أمة محمد ﵌ أن قابيل لم يقتل أخاه هابيل قتلًا مفنيًا ولكنه تناظر معه في الملكوت وكانت قابيل أبعد بالحجة في ذلك فقتله بالحجة. والغراب عندهم تأويل ويحتجون أن الأنبياء لا تقتل الأنبياء ولو كان
ذلك لما ذم بني إسرائيل بغير حق وإذا كانت الأنبياء تفعل ذلك فما بال غير الأنبياء - واحتجوا فقالوا: قال الله ﴿من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل إنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا﴾ أي من استدعى نفسًا إلى الشرك فقتلها فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها ودعاها إلى الإيمان فأحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا فكان قتل ابن آدم لأخيه بالحجة لا بالقوة لأنه لم يقتل نبي نبيًا.
قال وهب: قال جبير بن مطعم هذه القصيدة ليست لآدم وهي منحولة، وقال ابن عباس، تكلم آدم بجميع الألسن التي نطق بها بنوه ومن بعده من عربي وعجمي، وهذه الأسماء لم تعلمها الملائكة ﴿فقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم﴾.
قال وهب: إن آدم غرس الثمار التي هبط بها من الجنة فأول ما غرس بالبد المقدس ثم انتشر بنو آدم إلى الجزيرة وغلى بابل وإلى اليمامة وإلى الطائف
1 / 25