بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾ فقال الله لا تشعرون وقالوا بل نشعر نحن ردًا على الله وقد نهاهم فقال
ولا تقولوا فقال ولا هم أموات وقد احتجوا به أن قالوا قد حملوا رأيهم بالقياس على الخصوص فجعلوه عمومًا في قوله ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ وقد أجمعنا نحن وإياهم على أن أعمال العباد أشياء وإن الله عدل لا يجوز أن يعذبهم على غير شيء وقال ﴿ووجدوا ما عملوا حاضرًا ولا يظلم ربك أحدًا﴾ فهل تفنى أعمال العباد والكتب التي كتبتها الحفظة الكرام الكاتبين والله يقول ﴿اقرأ كتابك﴾ فإن هلكت الأعمال والكتب فما يقرئون غدًا وما يجزون - وأعظم غيهم أنهم يقولون أن أسماء الله وصفاته أشياء وهي غيره فهل تفنى أسماؤه وصفاته فأرادوا أن يدركوا علم الغيب بالقياس وقال الله ﴿ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض﴾ وقال آخرون احتج هؤلاء ونحن نرد علم هذا إلى الله وقال الله ﴿وما أمروا إلا ليعبدوا إلهًا واحدًا، وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيامة﴾ فلم نؤمر إلا بهذا ونرد علمه إلى الله تعالى غير أنا نعلم أن الله جنة ونارًا يثيب بهذه المتقين ويعذب بهذه الكافرين وهو العالم إن كان خلقهما الآن أو يخلقهما غدًا فقد صدقنا بما قال والكلام غي هذا كثير غير أنا اختصرنا تأليف هذا الكتاب عن السلف الصالح.
قال أبو محمد عن أنس عن أبي إدريس عن وهب قال: حبلت حواء وآدم بمكة يبتني فولدت شيئًا وعناقًا في كل بطن غلامًا وجارية وكانت حواء
1 / 21