128

Тибьян

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Жанры

тафсир

تفسير التبيان ج1

إلا لضرورة وليس المعنى في البيتين على ما ظن، بل لو حمل (إذا) في البيتين على البطلان بطل معنى الكلام الذي أراد الشاعر، لان الاسود أراد بقوله: (واذا) الذي نحن فيه وما مضى من عيشنا واراد بقوله (ذلك) الاشارة إلى ما تقدم وصفه من عيشه الذي كان فيه لا مهاه لذكره يعني لا طعم له، ولافضل لاعقاب الدهر ذلك بفساد ومعنى قول عبد مناة بن مربع: حتى اذا اسلكوهم في قتائدة إن قوله: اسلكوهم مثلا يدل على معنى محذوف، واستغنى عن ذكره بدلالة (اذا) عليه فحذف كما قال نمر بن تولب:

فان المنية من يخشها

فسوف تصادفه اينما

يريد اينما ذهب وكما يقول القائل: من قبل، ومن بعد يريد من قبل ذلك، ومن بعد ذلك، ويقول القائل: اذا اكرمك أخوك فاكرمه واذا لا(1) فلا يريد واذا لم يكرمك فلاتكرمه ومن ذلك قول الشاعر:

فاذا وذلك لايضرك ضرة

في يوم اسأل نائلا او انكد(2)

وكذلك لو حذف (اذا) في الآية لاستحالت عن معناها الذي تقيده (إذ)، لان تقديره: ابتدأ خلقكم اذ قال ربك للملائكة.

قال الزجاج والرماني أخطأ أبو عبيدة، لان كلام الله لا يجوز أن يحمل على اللغو مع امكان حمله على زيادة فائدة قال: ومعنى إذ: الوقت وهي اسم كيف يكون لغوا؟ قال والتقدير الوقت والحجة في (إذ) أن الله عزوجل ذكر خلق الناس وغيرهم، فكأنه قال: ابتدأ خلقك اذ قال ربك للملائكة.

وقال الفضل: لما امتن الله بخلق السماوات والارض، ثم قال: وإذ قلنا للملائكة ما قلناه فهو نعمة عليكم وتعظيم لابيكم واختار ذلك الحسن(3) بن علي المغربي وقال الرماني والزهري: اذكر اذ قال ربك والملائكة جمع غير أن واحدهم بغير همز أكثر فيحذفون الهمزة ويحركون اللام التي كانت ساكنة لو همز الاسم إلى اللام فاذا اجمعوا، ردوه إلى الاصل وهمزوا كما

---

(1) في المطبوعة " لا " ساقطة ولا يستقيم المعنى بدونها.

(2) في المطبوعة " نكرا " بدل انكد ونكده ما سأله: قلل له العطاء او لم يعطه البتة.

(3) نسخة بدل " الحسين ".

Страница 127