105

Тибьян

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Жанры

тафсир

تفسير التبيان ج1

وشركاؤكم عليه واعوانكم - وقد تبين لكم بامتحانكم واختباركم عجزكم وعجز جميع الخلق عنه وعلمتم انه من عندي ثم اقمتم على التكذيب به.

وقوله: (ولن تفعلوا) لا موضع له من الاعراب وانما هو اعتراض بين المبتدأ والخبر كقولك: زيد - فافهم ما اقول - رجل صدق وانما لم يكن له موضع اعراب لانه لم يقع موضع المفرد ومعنى (ولن تفعلوا): اي لن تأتوا بسورة من مثله ابدا لان (لن) تنفي على التأبيد في المستقبل وفي قوله: (ولن تفعلوا) دلالة على صحة نبوته لانه يتضمن الاخبار عن حالهم في المستقبل بانهم لا يفعلون ولايجوز لعاقل ان يقدم على جماعة من العقلاء يريد تهجينهم فيقول: انتم لا تفعلون إلا وهو واثق بذلك ويعلم ان ذلك متعذر عندهم وينبغي ان يكون الخطاب خاصا لمن علم الله انه لا يؤمن ولا يدخل فيه من آمن فيما بعد وإلا كان كذبا.

وقوله: (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة) الوقود - بفتح الواو اسم لما يوقد والوقود - بضمها -: المصدر وقيل إنهما بمعنى واحد في المصدر واسم الحطب حكاه الزجاج والبلخي والاول أظهر (اتقوا الله) - مشددة - لغة اهل الحجاز وبنو أسد وتميم يقولون: (تقوا الله) خفيف بحذف الالف (الحجارة) قيل: إنها حجارة الكبريت لانها أحر شئ اذا حميت وروي ذلك عن ابن عباس وابن مسعود والظاهر إن الناس والحجارة: وقود النار وحطبها كماقال: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم)(1) هيبا وتعظيما بانهاتحرق الحجارة والناس وقيل: إن أجسادهم تبقى على النار بقاء الحجارة التي توقدها النار بالقدح وقال قوم معناه: أنهم يعذبون بالحجارة المحماة مع النار والاول أقوى وأليق بالظاهر وانما جاز أن يكون قوم: (فاتقوا النار) جواب الشرط مع لزوم الاتقاء

---

(1) سورة الانبياء: آية 98 تفسير التبيان ج1

Страница 104