الفصل السادس والعشرون
الأوليجاركي (أو المتسلط)
(1)
يمكن أن توصف الأوليجاركية بأنها هي الولع بالسلطة والنزوع الشديد للقوة والكسب. أما الأوليجاركي فهو الشخص الذي: (2)
ينضم للمجلس الشعبي أثناء التشاور حول الرجال الذين سيتم انتخابهم لمساعدة «الأرخون» في تنظيم موكب الاحتفال ب «الأعياد الديونيزية»، ويوضح (للجميع) أن هؤلاء «الرجال المنتخبين» ينبغي إعطاؤهم سلطة مطلقة. وإذا اقترح البعض عشرة «مساعدين» قال لهم: «واحد يكفي، ولكن يجب أن يكون رجلا!» «ويلقي على أسماعهم» بيتا واحدا من أشعار هوميروس:
لا يأتي خير من حكم الكثرة، فليكن الحكم لشخص واحد.
وهو البيت الوحيد الذي لا يزال يحفظه. (3) «ومما يدل على شخصيته» أن يلقي أمثال هذه الخطب الأوليجاركية: ينبغي علينا أن نتضامن ونتشاور معا (في هذه الأمور) بعيدا عن الرعاع وعن السوق، ولا يصح بعد اليوم أن نجري وراء الوظائف المهمة (أو الموظفين المهمين)، أو نسمح لهم بأن يحطوا من شأننا أو يجاملونا (ويثنوا علينا)، كما يقول أيضا في مثل هذه الخطب: «إما هم وإما نحن في هذه المدينة!» (4)
وعند الظهيرة يخرج من بيته بثوبه (أو معطفه) الملفوف «حول جسده»، وشعره المشذب (نصف المقصوص)، وأظافره المقلمة بعناية، ويظل يتبختر في سيره (في شارع الأوديون) وهو يقول: (5)
لم يعد أحد يستطيع الحياة في هذه المدينة (أي أثينا) بسبب الوشاة (أو المبتزين للأموال)! كما يقول: «إن «المحلفين» الفاسدين يسيئون معاملتنا في المحاكم، وإنني لأعجب مما يريده هؤلاء الذين يقحمون أنفسهم في السياسة! وإن التبرع وتوزيع الهبات توزيعا عادلا «عمل» لا يقابل إلا بالجحود.» وإنه «يخجل أثناء حضوره اجتماع المجلس الشعبي عندما يجلس بجانب واحد من أولئك الجائعين القذرين». (6)
ويقول «متى يتوقف «نزف دمائنا» أو تخريب بيوتنا بسبب التبرعات والهبات الخاصة وتكاليف تجهيز السفن (التي تطلب منا)؟» «وهؤلاء الرعاع الغوغائيون، كم أمقتهم!» ثم يذكر اسم ثيسيوس مؤكدا أنه هو أول من جلب المصائب على المدينة؛ إذ حشد سكان اثنتي عشرة مدينة في واحدة، كما ألغى نظام الحكم الملكي، ثم يؤكد أنه لقي العقاب الذي يستحقه؛ لأنه كان أول ضحية لهم (أي للديمقراطيين). ويضيف الكثير من هذه المزاعم التي «يلقيها على أسماع» الأجانب والأثينيين المتفقين معه في المزاج، أو على زملائه في الحزب.
Неизвестная страница