136

يابن مسعود بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فمن أدرك ذلك الزمان من أعقابكم فلا يسلموا عليهم في ناديهم، ولا يشيعوا جنائزهم، ولا يعودوا مرضاهم، فإنهم يستنون بسنتكم، ويظهرون دعوتكم، ويخالفون أفعالكم، ويموتون على غير ملتكم، أولئك ليسوا مني ولا أنا منهم يوم القيامة.

يابن مسعود لا تخافن أحدا غير الله يا ابن مسعود لعنة الله مني ومن المسلمين ولعنة الملائكة المقربين وعليهم غضب الله وسوء الحساب لا يخرجهم الله من الدنيا إلا بعماء القلب والبرص والجنون والجذام ?ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون?[البقرة:61] يظهرون الحرص الفاحش والحسد الظاهر، ويقطعون ما أمر الله ويزهدون في الخيرات قال الله تعالى: ?والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار?[الرعد:25].

يابن مسعود يوقر فيه الصغير ويحقر فيه الكبير، ويؤتمن الخائن ويخون فيه الأمين، ويستنطق فيه الباطل ويبطل فيه الحق، ويبخل فيه بالشهادات ويستهزئ فيه بالآيات ويستحل فيه الخمر وتضيع فيه الحدود.

يابن مسعود فالهرب الهرب ?أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون?[البقرة:159] ?قلنا لهم كونوا قردة خاسئين?[البقرة:65].

Страница 171