These Are Your Tomorrow's Opponents
هؤلاء هم خصماؤك غدا
Издатель
دار القاسم
Жанры
شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" فانظر إلى مصيبتك في مثل هذا اليوم إذ ليس يسلم لك حسنة من آفات الرياء ومكايد الشيطان، فإن سلمت حسنة واحدة من مدة طويلة ابتدرها خصماؤك وأخذوها، ولعلك لو حاسبت نفسك وأنت مواظب على صيام النهار، وقيام الليل، لعلمت أنه لا ينقضي عنك يوم إلا ويجري على لسانك من غيبة المسلمين ما يستوفي جميع حسناتك!
فكيف ببقية السيئات من أكل الحرام والشبهات والتقصير في الطاعات؟ وكيف ترجو الخلاص من المظالم في يوم يقتص فيه الجماء من القرناء؟ فقد روي أبو ذر: أن رسول الله ﷺ رأى شاتين ينتطحان فقال: "يا أبا ذر أتدري فيم ينتطحان؟ " قلت: لا، قال: "ولكن الله يدري وسيقضي بينهما يوم القيامة".
وقال أبو هريرة في قوله ﷿: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأنعام: ٣٨] أنه يحشر الخلق كلهم يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء فيبلغ من عدل الله تعالى أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول كوني ترابا، فذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا، فكنت أنت يا مسكين في يوم ترى صحيفتك خالية من حسنات طال فيها تعبك
1 / 19