Тематическое толкование 2 - Университет Аль-Мадина
التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة
Издатель
جامعة المدينة العالمية
Жанры
فانظروا إلى كمْ كانت السيدة عائشة سعيدة مسرورة منشرحة الصدر بهذا القول من رسول الله ﷺ وقد قال لها بأنها فضلت على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام، فإظهار مشاعر المودة والمحبة للزوجة من حسن العشرة التي يجب علي الأزواج أن يدركوها وأن يَعلموها.
ومن الأشياء التي من حسن العشرة أن يتزين وأن يتجمل وأن يتطيب الرجل لزوجته. سئلت السيدة عائشة: بأي شيء كان يبدأ النبي ﷺ إذا دخل بيته؟ قالت: «بالسواك» وكان يفعل ذلك ليستقبل زوجاته بالتقبيل وما إلى ذلك. وعند البخاري أن عائشة قالت: «كنت أطيب النبي ﷺ بأطيب ما أجد، حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته».
وانظروا إلى ما رواه الإمام البخاري عن عائشة ﵂ قالت: «كنت أُرَجِّل رأس رسول الله ﷺ وأنا حائض». وانظروا إلى رسول الله ﷺ في سنه وجلالة قدره وعظيم منزلته، وهو يجعل السيدة عائشة تسرح له شعر رأسه، ومع أنها تكون حائضًا.
وهي تشير بذلك إلى عظمة الإسلام؛ لأن اليهود وقد كانوا يساكنون المسلمين في المدينة، كانت المرأة إذا حاضت لا يأكل معها الرجل ولا يبيت معها في فراشها، فجاء الإسلام بعكس ذلك، وفعل رسول الله ﷺ ما نرى، فهل منا من يجعل زوجته تسرح له شعره، وماذا في هذا العمل من تقارب الأفئدة والأرواح، وما إلى ذلك، ولذلك كان ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- يقول: "إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن أستعطف كل حقي الذي لي عليها، فتستوجب حقها الذي لها علي". قال ابن عباس: "إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ ".
ويذكر لنا التاريخ عن عمر بن الخطاب ﵁ وهو خليفة المسلمين: "أن رجلًا دخل عليه أشعث أغبر، ومع الرجل امرأته وهي تقول: "لا أنا ولا هذا؛ لأنها
1 / 167