66

Испытание убийства Усмана ибн Аффана

فتنة مقتل عثمان بن عفان

Издатель

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

مستطيعون، ليس لهم عذر، ولكن رضوا بأن يكونوا مع المتخلفين، فهؤلاء هم الآثمون الذين يعاقبهم الله بالطبع على قلوبهم. كما في قوله: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (^١). فمن يتخلف عن غزوة من غزوات النبي ﷺ بأمر منه، ويضرب له رسول الله ﷺ بسهم في الغنيمة وفي الأجر، فإنه أولى بأن لا يكون عليه سبيل ممن تخلف عنها لعدم الاستطاعة والقدرة. ثم لو كان قد أخطأ فتخلف عن غزوة بدر بدون عذر، فإن ذلك لا يسوغ قتله صبرًا، ولا يسوغ الخروج عليه وهو خليفة؟! ولو كان عثمان ﵁ آثما لتخلفه عن غزوة بدر؛ فلم لم يعاتبه رسول الله ﷺ على ذلك؟ فهل هؤلاء الطاعنون فيه بهذا السبب أعرف بدين الله من رسول الله ﷺ؟! وهم أوباش الناس، ليست لهم صحبة ولا فضل، ولم يعرفوا بخير قط، ولولا الفتنة ما عرفوا ولا ذكروا. ويستنبط المتجرد من الهوى والتعصب ضد عثمان ﵁ مِنْ عدم شهوده بدرًا، فضلًا ومزيَّة له على من شهدها، وذلك من جهة أن له

(^١) سورة التوبة، الآية (٩٣).

1 / 75