أما رواية أبي الأشعث فجزمًا بأنها كانت، بعد الفتنة، فإن مضمون الرواية ينص على أنها كانت في خلافة معاوية ﵁، وعبد الله بن شقيق من طبقتهما.
ومنها ما رواه أبو هريرة ﵁ وذلك عندما استأذن عثمان يوم الدار للحديث، فلما أذن له قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إنكم تلقون بعدي فتنة واختلافًا، فقال قائل من الناس: فمن لنا يا رسول الله؟، فقال: عليكم بالأمين وأصحابه وهو يشير إلى عثمان بذلك" (^١).
ومن هذه الروايات ما يحدد فيه النبي ﷺ تاريخ وقوع هذه الفتنة وذلك فيما رواه عبد الله بن مسعود ﵁ عن النبي ﷺ قال: "تدور رحى (^٢) الإسلام على رأس خمس وثلاثين أو ست وثلاثين، أو سبع وثلاثين … " (^٣).
(^١) رواه أحمد، المسند (٤/ ١٠٥، ١٠٩ - ١١٠، ٥/ ٣٣) بإسناد صحيح، ورواه أيضًا ابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، ٢٨٩، انظر الملحق الرواية رقم: [٤].
(^٢) الرحى هي: التي يطحن بها. ابن منظور، لسان العرب (١٤/ ٣١٢).
(^٣) رواه أحمد، المسند (١/ ٣٩٠، ٣٩٣ - ٣٩٤) وبتحقيق أحمد شاكر (٥/ ٢٦٣ - ٢٦٤، ٥/ ٢٧٦)، وأبوداود، السنن (٤/ ٩٨)، وفي عون المعبود (١١/ ٣٢٧ - ٣٢٨)، ويعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ (١/ ٣٥٥)، والبغوي، شرح السنة (١٥/ ١٨)، والحاكم، المستدرك (٣/ ١١٤، ٤/ ٥٢١)، وابن عدي، الكامل (٢/ ٧٤٢)، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: وهو كما قالا، وصححه أيضًا أبو الطيب آبادي، وأحمد شاكر، (عون المعبود ١١/ ٣٢٧ - ٣٢٨)، والسلسلة الصحيحة (٢/ ٧٠٣)، وانظر الملحق الرواية رقم: [٩].