164

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى

ذخيرة العقبى في شرح المجتبى

Издатель

دار المعراج الدولية للنشر (جـ ١ - ٥)

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٦ - ١٤٢٤ هـ

Место издания

دار آل بروم للنشر والتوزيع (جـ ٦ - ٤٠)

Жанры

المسألة الثانية: إن قال قائل: لمَ لَمْ يفتتح النسائي ﵀ سننه بخطبة تنبئ عن مقصوده، مشتملة على الحمد والشهادة؟.
فالجواب عنه: أنه ترك ذلك اتباعا للسنة حيث كانت كتب رسول الله ﷺ إلى الآفاق مفتتحة بالبسملة دون غيرها -كما تقدم شرح ذلك في المسألة السابقة-.
وأيضًا: أن ذلك عرف طارئ التزمه المتأخرون، فقد استحسنوا ابتداء مؤلفاتهم بالبسملة، والحمدلة، والصلاة على النبي ﷺ، ومدح الفن، وذكر الباعث، وتسمية الكتاب، وبيان كيفية العمل فيه من التبويب، والتفصيل، وغير ذلك، وأما المتقدمون فلا يوجد ذلك في مؤلفاتهم إلا بعضه عند بعضهم، كما فعل مسلم ﵀ في صحيحه فجرى المصنف ﵀ على عمل المتقدمين هنا، وفي الكبرى لموافقته السنة، فلم يذكر إلا البسملة.
وقد ذكر الحافظ في الفتح جوابًا عن البخاري رحمه الله تعالى فقال:
وقد اعتُرض على المصنف -يعني البخاري- لكونه لم يفتتح بخطبة تنبئ عن مقصوده مفتتحة بالحمد والشهادة امتثالا لقوله ﷺ: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع" وقوله: "كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء" أخرجهما أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة ﵁.
والجواب عن الأول: أن الخطبة لا يتحتم فيها سياق واحد يمتنع
العدول عنه، بل الغرض منها الافتتاح بما يدل على المقصود، وقد صدر الكتاب بترجمة بدء الوحي، وبالحديث الدال على مقصوده المشتمل على أن العمل دائر مع النية، فكأنه يقول: قصدت جمع وحي السنة المتلقى عن خير البرية على وجه سيظهر حسن عملي فيه من قصدي "وإنما

1 / 164