الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
Издатель
مكتبة ابن تيمية
Номер издания
الثالثة
Год публикации
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
Место издания
الكويت
Жанры
داود حيًا لوجب أن يتبع رسول الله ﷺ ولا يجوز له أن يعلم الناس شيئًا من الدين لم يعلّمه رسول الله ﷺ.
وقد جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله ﷺ سمع رجلًا يدعو قائلًا: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله (رواه أحمد (٥/٣٤٩ - ٣٥٠) وأبو داود (١٤٩٩٣) وغيرهما عن بريدة بن الحصيب ﵁ الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد.
فقال: ﷺ: (قد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سأل به أعطى، وإذا دعي به أجاب)
فالرسول ﷺ أخبر أن اسم الله الأعظم في هذا الدعاء، وأن الله ﵎ إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، ولم يقل ﷺ: إن هذا الاسم من دعا به أتاه الخضر في التو والحال، وقال: سل تعطه! ! هكذا على الإطلاق: اسأل ما بدا لك. . ما أشبه هذا الكلام بالقصص الخرافي الذي يزعم بأن سليمان نبي الله ﵇ كان له خاتم إذا حركه أتاه عفريت من الجان! ! .
ثم لو فرضنا صحة الحكاية، أليس لنا أن نسأل: لما خص داود ﵇ إبراهيم بن أدهم باسم الله الأعظم، ولم يخص به أحدًا قبله من الصحابة والتابعين؟ .
ثم لماذا يقول الخضر لإبراهيم بن أدهم - كما جاء في الحكاية ـ: لقد تعلمت اسم الله الأعظم، فلا تدع به على أحد بينك وبينه شحناء، فتهلكه هلاك الدنيا والآخرة، هكذا وإبراهيم بن أدهم ليس معصومًا، فربما تخاصم مع رجل مسلم، فإذا دعا باسم الله الأعظم على هذا الرجل هلك هلاك الدنيا والآخرة، وحرم جنة الله، وباء بالنار، لأنه خاصم إبراهيم بن أدهم فقط، وهذا ليس للرسول، لأن الرسول دعا على أناس فقال له الله: ﴿ليس لك من الأمر شيء﴾ [آل عمران: ١٢٨] . (انظر حديث البخاري في شأن نزول هذه الآية) . هذا مع أن الحال في الخصومة بين النبي ﷺ وبين أعدائه إنما هو من أجل
1 / 48